الجزائر

كان موضوع الندوة الرمضانية الأخيرة للجمعية الفلسفية واقع الإعلام الثقافي



استضافت الجمعية الفلسفية الجزائرية في جلستها الأخيرة لنشاطها الثقافي خلال شهر رمضان، الأستاذ الأزهري الريحاني، الذي ألقى محاضرة تحت عنوان: “قضايا الإعلام الثقافي في الجزائر”، حضرتها نخبة من المثقفين وكان من المزمع أن يشارك في الندوة، الإعلامي حميد عبد القادر لكنه غاب بسبب وعكة صحية.ما تزال قضية الإعلام الثقافي تشغل الكثير من المثقفين عندنا، نظرا للتراجع الخطير لهذا الحقل، والذي يرجع البعض أسبابه إلى الصحف التي لم تعد تولي اهتماما للصفحات الثقافية وتبحث فقط عن الربح، وتضع الصفحات الثقافية في الدرك الأسفل من اهتماماتها، ويرى الأستاذ الأزهري الريحاني في المحاضرة التي ألقاها حول “قضايا الإعلام الثقافي”، أن الأمر أضحى خطيرا وهذا ما جعل مسألة الإعلام الثقافي أحد شواغله، خصوصا بعد توقف المجلة التي كان يصدرها “أيس” التي كانت من بين خمس مجلات فلسفية على مستوى العالم العربي.
وأضاف الأستاذ الأزهري في عرضه لواقع الإعلام الثقافي، أن المسألة تندرج في الصناعات الثقافية، لأن الثقافة هي مجمل أشكال التعبير عن المجتمع، وتساءل المحاضر عن السبب الذي يجعل بلدا كالجزائر يعاني فقرا ثقافيا وإعلاما ثقافيا يكاد يكون غائبا عن الساحة، بينما تعرف دول الجوار طفرات في هذا الحقل الثقافي، بعدما كانت الجزائر من بين الرواد على الساحة الثقافية في سبعينيات القرن الماضي، وكانت هناك عناوين كثيرة واهتمام من المؤسسات في مجال الثقافة، حيث كان فيه نوع من الزخم الثقافي، وعندما نقرأ جرائد تلك الفترة نجد نصوصا اشتهر أصحابها فيما بعد.
وعن الوضع الثقافي الراهن، يرى الأستاذ الأزهري عدم وجود منظار ثقافي واحد يصدر عن استراتيجية ثقافية واضحة من قبل المؤسسات الثقافية كوزارة الثقافة والجامعات، والمجتمع الذي من البديهي أن ينشئ مناظر ثقافية مختلفة، وفي تحليله للوضع الثقافي، أوضح أن أسباب تدهوره يعود لغياب استراتيجية تتضافر فيها جهود كل الأطراف الفاعلة للتعبير عن الذوات وعن الأفكار.
كما لاحظ المحاضر، أن الملاحق الثقافية وهي قليلة جدا نجدها مرتبطة بجهود أشخاص وليس بجهود مؤسسات، فإذا غاب هؤلاء الأشخاص تغيب الملاحق، وهذا ما يؤكد غياب الاستراتيجية الثقافية.
كما انتقد المحاضر المجتمع بشدة ورآه مجتمعا يفتقد للحركة لصالح الرتابة الثقافية ونجده يركن إلى قيم يقول عنها إنها قيم مجتمعية، وأيّ عمل يدفع إلى التساؤل من أجل خلخلة الركود الثقافي وإحداث حراك فيه غير مرحّب به.
كما لاحظ الأزهري، أنّ من أسباب الركود الثقافي غياب الفاعلية، فمؤسسة كالمكتبة الوطنية التي من المفروض أن تقتني عشرة بالمائة من أي عمل يصدر، نجدها ترفض الأخذ بهذا المعيار، كما أننا لا نجد رغبة عند الهيئات والمسؤولة عن الثقافة في بعث حركة ثقافية تدفع بالدور العام للمجتمع وترفع مستواه الفكري بدءا من المدرسة إلى الجامعة.
وعزا المحاضر سبب ضعف الصفحات الثقافية وغياب ملاحق في الجرائد، إلى حسابات الخسارة والربح، فكيف كانت مساحة الصفحات الثقافية في كبريات الجرائد وكيف أصبحت؟ هذا ما يؤكد عدم وجود استراتيجية تقوم بتفعيل الثقافة، أضف إلى ذلك عدم وجود فضاءات ثقافية يتموضع فيها النقد الذي أصبح غير موجود.
للإشارة، سطرت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية برناجا ثريا لحضورها الثقافي خلال سنتي 2013 و 2014 ومن بين ما أعدته في هذا البرنامج، إصدار مجلة الدراسات الفلسفية (نصف سنوية) والعمل على إصدار كتيبات تخص تدريس الفلسفة في الثانويات والجامعات، إضافة إلى إصدار كتب ومؤلفات فلسفية، وإعادة طبع أعمال لكُتاب ومؤلفين جزائريين في مجال الفلسفة والفكر.
كما تعمل الجمعية على المساعدة بالاتفاق مع وزارة التربية في تقديم دروس تدعيمية في مادة الفلسفة لطلبة الثانوي، وتنظيم نشاطات فكرية وثقافية عبر ولايات الوطن، بالإضافة إلى تنظيم ندوات وملتقيات فلسفية وطنية شهرية عبر الولايات.
كما لم تنس الجمعية في برنامجها الذي أعدته للاحتفاء بالرموز الفكرية الوطنية، بتخصيص ملتقيات دولية للتعريف بأعمالهم، وذلك بتخصيص “أربعة ملتقيات سنوية “.
وقررت الجمعية كذلك، تنظيم اليوم العالمي للفلسفة في كل آخر أسبوع من شهر نوفمبر من كل سنة، بالإضافة إلى المؤتمر السنوي الدولي ليوم الفلسفة في الجزائر الذي يصادف 26 أفريل من كل سنة.
ويضاف إلى هذه النشاطات التي سطرتها الجمعية لنشاطها السنوي، المشاركة ثقافيا في المناسبات الوطنية بالندوات والمحاضرات والتي تخص الأعياد الوطنية، بالإضافة إلى تنظيم جامعة صيفية لتقديم المساعدة البيداغوجية لأساتذة الفلسفة في الثانويات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)