الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture "كلمة" برعاية الفايسبوك



استثمرت جمعية ثقافية فتيّة بالجزائر، جدران الفايس بوك لتطلق استفتاء ثقافيا "عفويا"، من أجل اختيار "شاعر الجزائر لسنة 2011"، وعرَض منظمو الاستفتاء أسماء لشعراء جزائريين على اختلاف مستواهم أمام جمهور التصويت، قبل أن يتفاجأ أصحاب المبادرة بالجدل الكبير الذي أثاره اختيارهم للأسماء المرشّحة للتصويت، وكمّ الانتقادات التي طعنت في نواياهم، وهي تملأ جدران الفايس بوك. ما أثار انتباهي في القضية، ليس الجدل المحيط بالأسماء المرشّحة، ولا مسألة الطعن في النوايا التي ألفناها في مشهدنا الثقافي الملغّم. ما أثار انتباهي هو محافظة الشعر على قدرته على إثارة الجدل، واهتمام أصحاب الهمّ الشعري في البلد، بمثل هذه المبادرات التي اعتقدنا أنّها قبرتها إلى الأبد، بسبب سياسة الإقصاء والتهميش الممارسة منذ سنوات ضدّ الأسماء الجادّة في البلد لصالح أسماء التهريج والنفاق الأدبي. كيف استطاع استفتاء فايسبوكي رمزي، لاختيار اسم شعري، أن يحرّك كلّ هذه الأسئلة حول راهن الشعر في الجزائر، في الوقت الذي لم تستطع فيه جوائز تومي وبركات تظاهراتها، أن تستقطب ربع ذلك الاهتمام؟؟ لماذا تحجّ قصائد وقصص وروايات المبدعين الجزائريين إلى مسابقات الخليج بلهفة حلم التتويج، في الوقت الذي لم تستطع إلى يومنا هذا وزارة تومي تكريس استحقاق أدبي واحد يحفظ ماء وجه الثقافة الجزائرية؟؟ لماذا يثق المبدع الجزائري في استفتاء رمزي فايسبوكي أو مسابقة بترودولاريّة خليجية ولا يثق في مسابقات تومي؟؟ قد يقول قائل إن "الذي لم يطل العنب يقول عنه حامضا".. وأجيبه.. قبل سنوات وبالتحديد سنة 2008، طلتُ عنب علي معاشي، أو ما يعرف - تضخيما - باسم جائزة رئيس الجمهورية للإبداع الشعري، ويمكنني القول اليوم وأنا في كامل نواياي العقلية، إنني يومها شعرت وكأنني تلميذ في نهاية السنة أهدوه ساعة حائطيّة معطّلة لا يعنيها الزمن.. ساعة مع وقف التكتكة، برعاية فخامة الرئيس. لذلك أقول اليوم؛ إن المبادرة الرمزية لجمعية "الكلمة"، أصدق بكثير من مسابقات معالي الوزيرة.. يكتبه : رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)