الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture أشفقُ على أنف فلّة



نعم؛ أشفقُ على أنف فلّة المسكين.. ما ذنب هذا العضو البشري الشامخ المزروع في مقدّمة الوجه، والذي يسمى عندنا "نيفا"، حتى "يمرمده" لسان مختبئ داخل حفرة فم؟؟ نقلت الصحافة الجزائرية، أمس، عن سلطانة الطرب العربي، فلّة عبابسة، قولها إن "قضيّة دخولها إلى أمّ الدنيا أصبحت قضيّة نيف"، وهو التصريح الذي استفزّ ذاكرتي وعاد بها إلى أياّم أم درمان، تلك الأيّام التي تصاعدت فيها تصريحات فلّة بـ"ضرورة الثأر للنيف الجزائري في مباراة القرن ضدّ الفراعنة، معلنة أنّ نيفها العزيز أخبرها أنه لن يدخل أمّ الدنيا مجددا".. غير أنّ تحوّلات التاريخ أوصلت نيف فلة إلى مطار القاهرة مجددا على أمل أن يدخل الأوبرا وتسلّط عليه أضواء عاصمة المعزّ في ثوبها الثوري الجديد. لكنّ النيف المسكين، احتجز في مطار القاهرة لأكثر من ستّ ساعات، قبل أن يعود أنفاسه إلى مطار هواري بومدين، خائبًا، وها هو لسان فلّة الطربي، يوّرطه من جديد في مغامرة التصريحات.. لماذا نُورّط النيف دائما ونرغمه على الثبوت على رأي لم يثبت عليه اللسان؟؟ سؤال ذكّرني بحادثة شهدتها قبل سنتين، وبالتحديد قبل حفل افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان الفيلم العربي بوهران.. حينها وأثناء نزول الضيوف العرب على البساط الأحمر، التفّ بعض الصحفيين اللاهثين وراء السبق الصحفي حول فتاة ممشوقة القد ومفتولة المحاسن وشامخة النيف، زادها لباس السهرة الباريسي "تلعلعا" واجتذبت لسانها المصري عدسات المصورين الجزائريين النهمة، وسط تساؤل أغلبهم، "من هذه؟ ما اسمها؟"، وانتقلت عدوى السؤال إلى بعض الصحفيين المشارقة، فاقترب واحد منهم إلى صاحبتنا وفي لسانه "الشامي" بعض الأسئلة، وبقدرة قادر التوى لسان "النجمة المصرية" فصار شاميا، يصدح بما لم تصدح به جميلة من جميلات "باب الحارة".. في صباح اليوم التالي من الافتتاح التقيتها، وقد انسحب الماكياج من وجهها واستولى الجينز على جسدها، معوضا فستان سهرتها الباريسي، كانت تركض في بهو الفندق وكأنها تبحث عن شيء ما، رفعَت هاتفها النقال، قالت "ألو.." ثمّ صفعت أذناي بلهجة باب الوادي؛ قائلة لمُحدّثها في الهاتف:"ياخو.. من الصباح وأنا نحوّس على يسرا ما لقيتهاش.. وين راهي؟..".  (...) صاحبة اللسان المصري/الشامي والنيف الشامخ.. لم تكن سوى مضيفة جزائرية من حاشية مبنى شارع الشهداء..!    صديقتنا هذه، على غرار مطربتنا فلّة، ليست إلا مثالا بسيطا، عن حال أغلب أولاد لبلاد، الذين تنقلب ألسنتهم الدارجة فور التقائهم بلسان مشرقيّ ثابت على حاله، لكنهم يتقعّرون بثبات نيفهم على حاله.. مسكين أنف الجزائري،  دائما يتحمّل حماقات الألسن!! يكتبه : رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)