الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture جواد بلا فارس



وصلتني رسالة من قارئ وصف نفسه بـ “الشاعر” فلان الفلاني..جاء فيما جاء فيها وبخطّ بالكاد يقرأ ما يلي (أكتبها كما جاءت) : “ ... أما بعد.. أرسل لكم هاذه القصيدة العصماء في آخر ما جدت قاريحتي هذا الشعر أهديها إلى كل من يعرف الشاعر (....) من قرية (...) “...ولا داعي لأن أورد قصيدة “شاعرنا” العصماء، التي لم أفهم إلى حد الساعة بأية لغة كتبها..المهم، أدرجت هذه الدخلة فقط، للحديث عن “الشعر”، في يومه العالمي، وكيف أصبح دمه مستباحا لكل من صحّ وجهه، في الوقت الذي يتبرّأ منه أبناؤه الشرعيّون..قبل أيام قليلة، التقيت على عتبة بوّابة المسرح الوطني، مع شاعرين من أجمل ما أنجبت البطن الأدبية الجزائرية، أوّلها ملتزم رغم تمرّده والثاني متمرّد رغم التزامه..بوزيد حرز الله وعبد الرزاق بوكبة.. الأوّل؛ حملني أنا وبوكبة على جناح اللهفة إلى سيّارته، ليسمعنا آخر ما جاد به الشعر عليه. كان كما الأب الذي يزفّ لنا خبر ازديان فراش تجربته بقصيدة جديدة بهيّة الرنّة أسماها – على بركة الشعر – “السينات”.. لا يزال بوزيد رغم إغراءات السرد، وإغواءات الــكرّ والــفرّ، محافظا على لياقته الشعريّة..الثاني؛ حملني أنا وبوزيد على جناح الصدمة، عندما كشف لنا خبر تطليقه للقصيدة (وأتمناه مازحا)، بعد أن ألِف ضرّتها الرواية، ذات القدّ الممتلئ.. صاحب “خفّ سيبويه”، “كان” شاعرا بامتياز، واليوم أغواه امتياز الرواية.. ***علاقة الشاعر بالقصيدة، مثل علاقة الفارس بجواده.. الجواد هو اللغة المدوزنة على وتر العروض.. عندما يترجّل الفارس (الشاعر) ويمشي على عشب النثر، ماسكا خلفه بلجام جواده، لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن ننزع عنه صفة الفارس (الشاعر)..أما إذا لمحنا كاتبا يمشي أو يجري أو حتى يرقص على عشب النثر، منفردا بلا جواد، فإننا لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن نصبغ عليه صفة الفارس (الشاعر)..ما أردت قوله هو إن الكثير من الفرسان ترجّلوا، وتركوا الساحة لـ”خيّالة” بلا أحصنة..رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)