الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture إلى الشاعرا السعيد



وصف الشاعر الصديق، سعيد حمودي، في مقاله الذي ننشره اليوم كاملا، أسئلة ملف العدد السابق من “الفجر الثقافي” - والتي وقفت وراء علامات الاستفهام الطاعنة في وجود حركة شعرية حقيقية في الجزائر - وصفه بالمغامرة التي تورطنا فيها .. فجلدنا ذواتنا حدّ الاغتصاب.. مضيفا أن (أسئلتنا المُغتصِبة) هي صنيعة العاجز المهزوم اليائس المريض بالدونية والمازوشية النازفة بطعنات الغباء...”  ***** أذكر، عشيّة صدور ملفّ العدد السابق، التقيته حانقا بالحبّ، معاتبا بغضب، ثائرا بهدوء الذي لا يكتم لومًا لصديق، رافعَ لصالح الشعر الذي يعرفه هو، خاليا من كوليسترول العروض.. وابتسمت في وجهه أن اكتب وردّها علينا إن استطعت..    لكنني لم أكن أتصوّر أن تفاعل الشاعر السعيد، مع منطقه الطاعن في منطقنا، سيوصله إلى حدّ الاستعانة في مقاله اليوم، بعبارات لا أدري كيف سلّها من غمد قاموسه اللغوي الموغل في الحبّ.. عبارات مثل “العجز”، “الانهزام”، “اليأس”، “المرض”، “الدونية”، “المازوشية”.. وأيضا “الغباء”.. كل هذه الأوصاف يا سعيد !!؟ ألهذا الحدّ أجحفنا في حقّ السؤال ؟ أترانا فضضنا بكارة الحركة الشعرية “الشريفة” في الجزائر، بعد أن شرّحنا جسدها الطاهر بمنجل حرف الاستفهام!؟  حسنٌ يا سعيد، سأزيد جرعة المُشاكلة معك، لأثبت لك فقط بأن “الاغتصاب” صفة شعرية جزائرية بامتياز، وبأننا نملك بالفعل شعراء “لكن مع وقف التنفيذ”.. لقد ختمتَ مقالك المحبوك، الذي ننشره اليوم كاملا من غير سوء، بفقرة عنونتها بمايلي :”مزيد من النور نحن نربي الأمل”.. إذا كنت أيها “الشاعر السعيد”، مفعما بـ “النور والأمل”، فلماذا خبطتنا اليوم بهذه اللغة “الشعرية” المعجونة بالسواد..اقرأ معي هذه الفقرة من مقالك، مثلا : ( في الجزائر نحن أمام مفارقة “كريهة مقيتة شمطاء”، إما أننا نتحدث والأنا “منتفخ، متعال، متغطرس، متورم، واهم، مكابر”، لأنه صانع ثورة لم تحدث في التاريخ ومن ثمة فهو ليس بحاجة ليأخذ الدروس من أحد، وإما نتحدث والأنا “غارق في وحل الهزيمة واليأس والتطرف والحيرة والشك والرعب فيهوي دون حراك في مقبرة البكاء والقذف” في كل الجهات، هكذا تغدو الأنا “المتغطرسة المتورمة تدميرية” بلا منازع ..) يا سعيد، إذا زدنا على هذه الفقرة - ذات الخمس والعشرين عبارة سوداء - إذا زدنا عليها تلك العبارات التي وصفت بها أسئلة الملف السابق في مقدمة مقالك، وأنت “الشاعر”، فماذا تركت يا سعيد لغير الشعراء.. أعرف أن ما تقرأه الآن في هذا الكاري، سيضايق نرجسيّتك، لكنني سأراضيك هذا المساء عندما نلتقي.. سأعزمك على أكلة سمك، على أن تدفع أنت ثمن المشروبات والطاكسي.. رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)