الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــ culture الدّا عُمر..



رجل أحترمه كثيرا.. ليس فقط استنادا إلى تجربته الأدبية والفكرية العامرة بالعطاء، وإنما لكونه أيضا واحدا من أكثـر المثقفين تواضعا وانفتاحا على الآخر، وانحناء - على امتلاء سنبلته - أمام كلّ القامات التي تقترب منه وإن كانت يافعة..استمعت إليه سهرة أول أمس؛ كما لم أستمع إليه من قبل، بعيدا عن مقاهي أودان بقلب العاصمة، وبعيدا عن مكالمات الهاتف أو تلك الجلسات الحميمية الكثيرة التي طالما استنزفت أوقاتنا ونحن ننهل منه الفكر والتجربة الإنسانية الضاربة في أكثر من ربع قرن لندنيّ..استمعت إليه سهرة أول أمس، بفضول من لا يعرفه.. وبإنصات البدء استمعت إليه..كان جالسا تحت قبّعته. وأيضا تحت رحمة ابتسامات أحمد بن صبّان في برنامجه "أنتم أيضا".. قرّرت أن أستمع إليه بذاكرة عذراء، كأيّ متفرّج ليست لديه معرفة سابقة به..استمعت إليه بدهشة الاكتشاف، بعطش إعادة معرفة رجل أهدى حياته للشعر، فأهداه الشعر شبابا خالدا، لم يهزمه بياض الشيب..عمر أزراج، شاعر/شاعر، أو بالتعبير الدارج "شاعر ونصّ وخمسة وعشرون".. شاعر على طول الطريق، رجل خالص لوجه الشعر.. وفوق كلّ هذا؛ هو شاعر بدمغة الدولة.. رغم أنه لا علاقة له بمكاتب الدولة.. نعم؛ عمر أزراج هو الجزائري الوحيد الذي كُتبت في جواز سفره، في خانة المهنة، عبارة "شاعر"..عمر أزراج هو...(وأنا أكتب هذه الأسطر الآن، هاتفني الزميل سعيد حمودي ليعلمني أنه بعث بمقاله الأسبوعي.. أفتح رسالة سعيد في البريد الإلكتروني، لأقرأ عنوان مقاله: "أزراج.. تغريدة الحياة".. تركتُ مقالي واندمجت في مقال سعيد.. تبا لك يا حمّودي سرقت خيط الكاريــ، سأشكوك للـ"دّا عمر").يكتبه : رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)