الجزائر

قوة اقتراح وشريك في القرارات



قوة اقتراح وشريك في القرارات
شرعت جمعيات المجتمع المدني في عملية تعبئة من أجل المطالبة بتأسيس مجلس أعلى يكون قوة اقتراح وشراكة فعلية في القرارات والخيارات، وليس مجرد واجهة يلجأ إليها وقت الاحتياج.يتوقع الكشف عن هذه المبادرة، في مؤتمر نهاية الشهر الجاري من قبل مشاركين من مختلف الولايات يلتفون حول الهدف والمسعى، بحسب تأكيد أعضاء المبادرة التي أعلن عنها أصحابها، أمس، من "منتدى الشعب".وبحسب نادية دريدي، رئيسة جمعية حماية وترقية المرأة والشباب، فإن هذه المبادرة التي رافعت من أجلها في منتديات وجلسات التنمية المحلية والمشاورات حول تعديل الدستور ومنابر أخرى، تصبّ في غاية واحدة وتجيب على سؤال كبير: كيف السبيل إلى مجتمع مدني فاعل يتحرك على الدوام من أجل البناء الوطني والمساهمة في علاج تعقيدات اجتماعية واقتصادية، بعيدا عن عقلية "تخطي راسي".وقال حافي محمد حاتم، إن المجتمع المدني استغل بإفراط في المحافل السياسية وهم في القرارات. ولم ينظر إليه كقوة اقتراح فعلية وشريكة، أسوة بما يجري لدى الدول المتقدمة، حيث كسبت هيبتها ومصداقيتها من خلال دور الجمعيات والمنظمات.اختلال المعادلة، بحسب حاتم، ليس في نقص الماديات، الوسائل والنصوص التشريعية، لكن في تطبيقها.وبحسب المتدخلين في منتدى "الشعب"، فإن للجزائر أكثر من 90 ألف جمعية متعددة الأوجه والاختصاص، والقلة القليلة منها فقط تنشط في الميدان وتلتزم بدفتر الشروط ونص الاعتماد.«الكثير من الجمعيات توجد على الورق. تنتظر الدعم ولا تتحرك، رغم حاجة الواقع إليها وتعقيدات الظرف وصرخات النجدة والاستغاثة من مواطنين يتلهفون على أية مساعدة ومرافقة تخرجهم من أزمة أو طارئ"، هكذا وصف أكثر من متدخل في "منتدى الشعب" الوضعية الجمعوية طالبا التحرك بأسرع ما يمكن لإصلاح الاختلال وإعادة الأمور إلى نصابها بدل فوضى التنظيم واللامبالاة والتداخل الوظيفي لا تكامله.«على المجتمع المدني أن يخرج من الوصاية والاتكالية إلى إدارة شؤونه بنفسه، والنظر إليه كقوة بناء وإنماء أكثر من هيئة طفيلية تعيش على الريع، تمتص المال العام ولا تفيد في شيء"، هكذا قالت دريدي. ودعّم الطرح حاتم، مطالبا العودة إلى الأصول حيث كانت الجمعيات أولى المتدخلين والمبادرين بالأعمال الخيرية والتضامنية منذ الحقب.نتذكر دور الشبيبة الجزائرية في مختلف مراحل التطور في السبعينيات وقيادتها لعمليات التطوع الفلاحي. نتذكر دور الجمعيات أيام المحن والحقب الصعبة وما قامت به أثناء فيضانات باب الوادي، زلزال العاصمة وبومرداس وحمام ملوان مؤخرا. فكيف يتراجع هذا الدور في ظل تهديدات بدول الجوار والساحل وصراعات جيواستراتيجية دولية تحتم على كل جمعية الاندماج في صيرورة حماية الوطن ورفع شأنه.ذكر بهذا التوجه حاتم قائلا: إنه كان ضمن جمعيات دافعت عن الوطن خلال العشرية السوداء من خلال الترويج لنضال الجزائر الحق في مواجهة همجية إرهاب يتمادى في ضرب قيم الإسلام السمحاء عرض الحائط بارتكاب جرائم بشعة وقتل النفس التي حرمها الله.قام حاتم بهذه الخطوات رفقة نشطاء آخرين، منهم بن قانة بلقاسم، ضمن مبادرة "جزائر واقفة"، مروّجين لجزائر الصمود التي لم تستسلم لليأس والإرهاب وليست التي تحاول أطراف من الداخل تحطيمها عبر تسويق صورة أخرى وظفتها محطات تلفزيونية في ترديد حملة مسعورة "من يقتل من؟".هذه المقاربة التي كسّرت الحواجز والممنوعات يريد أعضاء ناشطون في الجمعيات تكرارها في المشهد الراهن عبر المرافعة لمجتمع مدني منتج يروج لثقافة المواطنة والديمقراطية التشاركية في مرحلة حاسمة وإنجازات تاريخية حققتها الجزائر منها تأميم المحروقات؛ الذكرى التي نحتفل بها اليوم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)