فإن حياة الناس لا تستقيم إلا بشريعة تبيّن للناس المصالح والمفاسد،وتخرجهم من دواعي الهوى والضّلال إلى دواعي الحقّ والفلاح؛ليحقّقوا الديانة الحقّة لله؛حتى يكونوا عبادا لله اختيارا،كما هم عباد له اضطرارا(1) ،ولا يكون ذلك إلا بالدخول تحت أمره و نهيه ،و الأصل في ذلك قوله-تعالى-:﴿ ﴾(2)،من أجل ذلك أنزل الله شريعته،وابتلى الخلق بطاعته،فلا تستقيم الحياة إلا بهذه الشريعة القائمة على الكتاب والسنة،ولا شكّ أن الاهتداء بهذه الشريعة متوقف على الفقه الذي هو الفهم الصحيح لمراد الشارع،والفقه هو سبيل السّعادة،ومفتاح الخيرات،قالﷺ:« من يرد الله به خيرا يفقه في الدين »(3)؛من أجل ذلك سطّر العلماء القواعد والأصول،وبينوا مناهج الاستنباط التي تضبط عملية الاجتهاد،ووضّحوا سُبَله وضوابطه وشروطه،فلا يجوز أن يتكلم في شرع الله إلا من له إلمام بذلك؛ من هنا فإنّ للفتوى مكانةً عالية، ومنزلة عظيمة، ومهمّة جليلة، فهي أمر تولاه الله تعالى بنفسه، قال تعالى: ﴿ ﴾(4)،وقام بها الرسولامتثالا لأمر الله ،قال تعالى: ﴿ •• ﴾(5) ثمّ علماء الصحابة من بعده، ثمّ العلماء الربانيون من بعدهم، فهي توقيع عن رب العالمين، فالمفتي خليفة النبيفي أداء وظيفة البيان، وقد تولى هذه الخلافة بعد النّبيصحابه الكرام، ثم أهل العلم بعدهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد بوعلام الله
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 17, Numéro 29, Pages 55-70 2016-06-01