الجزائر

"قوارب الموت" تتحطم في بومرداس وشباب "الحملة" يدعو إلى الثورة




اشتدت المنافسة في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بين العروض المشاركة، بعد أن رفع، سهرة السبت، مسرح السنجاب لبرج منايل السقف بتقديمه "الحملة"، نص وإخراج رفيق نجل عمر فطموش.
جسد عرض "الحملة" ثورة شبابية حقيقية على الأوضاع، وتمرد على الصمت والمزايدة. وتفنن الممثلون إسلام رباعي ووليد جبال وإسماعيل ديشو وياسين سيلام وعادل عزازني الذي ساعد في الإخراج أيضا. وتألق الممثل الشاب رفيق فطموش في تقمص شخصية الانتهازي والمتسلق الذي لا يهمه إلا تحقيق أطماعه ولو على حساب أرواح وأخلاق الآخرين. ورغم أن العمل لهواة، إلا انه أثقل برسائل بدت في أكثر من الأحيان أكبر منه، خاصة تلك الإسقاطات السياسية التي جاءت مباشرة وواضحة عرت الواقع ورسمته أسود كما هو. بطالة وعنف أسري واخفاق تعليمي وتشرد وإجرام ومخدرات وانحراف واستغلال أطفال وغيرها من المظاهر.
جرعة فنية جمعت بين الكوميديا والدراما وخاضت في فضاء محكم البناء والدلالة في المسكوت عنه، أين سجن المثقف الأعرج في غار مظلم واستبدت العصابة بالفضاء والحياة، ثم نهاية اللعبة بين الصغار وبقاء خيوطها عند الكبار من الشخصيات النافذة التي سعت وتسعى لتخدير الشباب وتواطؤ النافذين في البلد مع عصابات لا حول لها ولا قوة لتجنيد البؤساء ورميهم في عالم الجريمة. واستنكر مزايدة المثقفين والفنانين ممن يغطون الشمس بالغربال مقابل المال ويتحولون من منابر للتوعية إلى حبوب منومة ومخدرة.
للإشارة، فإن المسرح الجديد بومرداس أبدع بدوره من خلال عرض "حب البقاء" من إخراج عبد الغني شنتوف، ونص علي تامرت الذي اختار تناول ظاهرة "الحرڤة"، وركز على الصراع بين بعض الناجين ممن تخلوا عن إنسانيتهم في سبيل البقاء، واستطاع العرض أن يجذب الجمهور باستخدام تقنية تصوير أبحرت بالجمهور المستغانمي مع الحراڤة إلى أبعد مدى فقاسمهم مرارة المغامرة وصفق طويلا للمستوى الذي ظهر به الممثلون.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)