الجزائر

قنوات الصرف تحوّلت إلى ''قنابل'' سبعة انفجارات تثير الهلع في وهران



عاشت الأحياء الشرقية لمدينة وهران ليلة هلع، أمس الأول، بفعل سلسلة الانفجارات التي دوّت في حدود الساعة الواحدة و10 دقائق من ليلة الخميس إلى الجمعة، واعتقد الناس أن الأمر يتعلق بعملية إرهابية أو زلزال، إلا أنه تبين أن حريقا شبّ في قنوات الصرف تبعته الانفجارات القوية.
 طارت الغطاءات الفولاذية لعشر بالوعات وتشقق الطريق وتكسر زجاج دار الشباب، بفعل سلسلة من الانفجارات التي وقعت، ليلة أمس الأول، غير بعيد عن محكمة وهران في حي ابن رشد. وعاش سكان أحياء وهران الشرقية ليلة رعب، عندما دوّت الانفجارات، سمعها السكان من أحياء البركي، الصديقية، المقري وغيرها، وأفاق السكان من النوم معتقدين أن زلزالا وقع، وساد الاعتقاد أيضا أن الأمر يتعلق بعملية تخريب مست محكمة حي جمال الدين، خاصة وأن أعوان الأمن المناوبين فيها هربوا إلى الشارع، كما اعتقد آخرون أن الانفجارات وقعت في مركز ابن رشد لمؤسسة اتصالات الجزائر. وعندما خرج السكان إلى الشارع وجدوا كل الأغطية الفولاذية قد انفصلت عن مواقعها، والدخان يخرج منها، في حين كانت النيران مشتعلة في موقع قرب حائط معهد الأحوال الجوية.
وكان أعوان مؤسسة سونلغاز أول من وصل إلى موقع الانفجارات بعد حوالي خمس دقائق من وقوعها، وشرعوا في تحليل الغازات المتسربة من البالوعات، وأكد لنا أحد الأعوان أن الأمر لا يتعلق بالغاز الطبيعي، لتصل بعدها مصالح الحماية المدنية في حدود الواحدة والنصف ليلا، قبل أن تصل تعزيزات أمنية.
وبعد إخماد النار، قام أعوان الحماية المنية باختبار الغاز عن طريق تجهيزات آلية، ليتأكد أيضا أن الأمر لا يتعلق بغاز المدينة، ولاحظ السكان أن المؤسسة المكلفة بتطهير قنوات الصرف لم تتنقل إلى موقع الحادث، رغم أن مديريتها تقع على بعد حوالي 200 متر عن مقر محكمة وهران.
كما سجل سكان الحي أن قنوات الصرف لم تخضع إلى عمليات تطهير، منذ أن صار الإسبان يتكفلون بتوزيع مياه الشرب والتطهير في وهران. يضاف إلى ذلك المنح العشوائي، من قبل مصالح بلدية وهران، لتصاريح فتح محلات ترمي مواد كيمياوية وبترولية، مثل محطات غسل وتشحيم السيارات، ومخابر التحاليل الطبية، وغيرها، في قنوات صرف المياه المنزلية. 
كما بيّنت الانفجارات التي وقعت أن قنوات صرف مياه الأمطار وقنوات صرف المياه المستعملة موصولة فيما بينها، وهو ما لا يجب أن يكون. وسبق أن عاش نفس الحي، قبل أربع سنوات، حادثة مأساوية تمثلت في وفاة عاملين من مصلحة النظافة لبلدية وهران في مفترق طرق حي النقاش في قاع قناة لصرف المياه مختنقين بغازات سامة. وكان سكان حي ابن رشد أشالام قد أعلموا بحر الأسبوع الماضي، سونلغاز بأن روائح غازات غريبة تنبعث من قنوات الصرف، وبينت تحريات الشركة أنه لا يوجد تسرب لغاز المدينة.
واستغرب السكان عدم تنقل أي مسؤول محلي، ولا إطارات شركة سيور الإسبانية، صباح أمس الجمعة، إلى موقع الانفجارات، التي بدت وكأنها تعرضت لقصف جوي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)