قلّة الإعانات ترهن تاريخ 220 عام زاوية ''سي بن داود'' بالدويس

تعد زاوية سي ''بن داود'' ببلدية الدويس جنوب الولاية من أقدم زوايا مدينة الجلفة من حيث التأسيس وأعرقها في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس علوم اللّغة والفقه، لكن قلّة المساعدات وانعدام الإعانات يرهن تاريخها العريق ما لم تلتفت إليها السلطات المعنية على مستوى مديرية الشؤون الدينية والمجالس المنتخبة.
فالزاوية الّتي تأسّست سنة1800 ببلدية الدويس وتعاقب عليها خمسة شيوخ بدءًا من المؤسّس الأوّل الّذي تنسب إليه، وسمّيت باسمه ''سي بن داود''، وإلى غاية اليوم تخرّج على يديها مئات من حفظة القرآن من ربوع المناطق المجاورة لها، وكان المحسنون من أبنائها أو الّذين درسوا بها يدعّمونها.
وظلّت الزاوية تركّز على حالة من النّشاط الديني والثقافي، مبتعدة عن كلّ مجالات الحياة الأخرى لديها مدرّسون وقائمون على مدار كلّ السنين دون أن تسجّل حالة من الرّكود إلى غاية السنوات الأخيرة حيث انقطعت عنها المساعدات والدعم، كما ظلّت تنتظر ما تجود به المجالس المنتخبة على المستويين المحلي والولائي وحتّى مديرية الشؤون الدينية رغم أنّها تقدم تقريرها المالي والأدبي غير أن الدعم بقي ناقصًا مقارنة بما لديها من طلبة في حفظ القرآن اليوم، حيث بلغ تعدادهم نحو 60طالبًا يدرّسهم معلم متطوع لأنّها لم تتدعّم بمعلم يتقاضى مرتبًا ثابتًا، بل الأكثر من هذا أنّ شيخها قام ببناء مسجد ظلّ يتتبعه سنوات طويلة وينفق عليه من ماله الخاص حتّى اكتمل.
وما زالت رغم هذه الضّائقة المالية تصارع من أجل البقاء، وما تطالب به زاوية القرنين وعشرين عامًا هو التفاتة من طرف السلطات لمساعدتها على مواصلة مسيرة طويلة والحفاظ على تاريخ عريق.