»قلب جنين«، فيلم وثائقي بإخراج إسرائيلي ألماني مشترك، يحاول تخطي الصراع السياسي الفلسطيني الإسرائيلي ليقدم قصة إنسانية حاولت تجاوز هذا الصراع.
ويستعرض الفيلم »قلب جنين«، للمخرجين الإسرائيلي ليئور جيللر والألماني ماركوس فيتر، قصة الطفل أحمد الخطيب إبن التسع سنوات الذي أصيب إصابة بالغة بالرأس برصاص الجيش الإسرائيلي عام 2005 أدت إلى وفاته ليقرر والد الطفل إسماعيل الخطيب من مخيم جنين القتيل التبرع بأعضاء ولده الذي كان يرقد في مستشفى رمبام بحيفا إلى المرضى، يبرز من خلاله المخرجان التناقض بين تقديم فلسطيني لكلية ابنه لابنة مستوطن يهودي وبين حديث المستوطن الذي يقول إن العرب يريدون قتلهم فقط وأنه لا يمكن لهم أن يخرجوا سالمين إذا دخلوا قرية فلسطينية ولا يمكن إقامة علاقات صداقة مع عائلة الطفل المتبرع.يبدأ الفيلم الذي يستمر ساعة ونصفا بعرض لعملية نقل جثمان أحمد الذي توفي متأثرا بجراحه من ثلاجة في المستشفى وصولا إلى دفنه مرورا بوداعه من قبل الأهل وأصدقاء الطفولة، ويقدم الفيلم عرضا موجزا لعملية إصابة الطفل القاتلة من خلال حديث لجندي إسرائيلي يقول إنه كانت لديهم أوامر بإطلاق النار على كل من يتحرك ويحمل سلاحا وان هذا الطفل كان يحمل مسدسا من البلاستيك ظن الجندي انه سلاح حقيقي فأطلق عليه النار مما أدى إلى سقوطه على الأرض لينقل بعد ذلك إلى المستشفى.ويعمل مخرجا الفيلم على متابعة تسلسل الأحداث للدخول في عالم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيف يمكن للفتة إنسانية قام بها والد الطفل أن تتجاوز هذا الصراع الذي مضى عليه أكثر من ستين عاما. ويظهر في الفيلم طبيب إسرائيلي يعمل في قسم الأطفال في العناية المركزة لتبدأ من هنا حكاية قرار والد الطفل التبرع بأعضاء ولده الذي »لا يمكن مساعدته على الشفاء ولكنه بإمكانه مساعدة أطفال آخرين على الشفاء«.ويظهر في الفيلم ثلاثة أشخاص حصلوا على أعضاء من جسد الطفل، فيما لم يظهر الاثنان الآخران وهما طفل وامرأة بناء على رغبتهما، ومن بين الثلاثة ابنة مستوطن يهودي تعيش في شعفاط في القدس تعاني من فشل كلوي. وقال المخرج الألماني في حديث للجمهور، بعد العرض، إن الفيلم منع من المشاركة في مهرجان الأفلام في تل أبيب لأسباب فنية، كما قيل له، لكنه قال: »هناك من يتهم الفيلم بأنه متحيز للفلسطينيين من خلال إظهار مقتل الطفل والحواجز والعقاب الجماعي وما جرى من تدمير في مخيم جنين«.ويتضمن الفيلم مشاهد لعمليتي تفجير قام بها الفلسطينيون داخل إسرائيل وقتل فيهما العديد من الإسرائيليين، إضافة إلى عرضه تسجيلا لوصية واحد من الذين فجروا أنفسهم داخل إسرائيل فيما بدا أنه محاولة من المخرجين لإظهار إبعاد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.والفيلم يدور بلغات ثلاث هي العربية والعبرية والانجليزية وهناك ترجمة دائمة بالانجليزية والعربية لكل ما يرد فيه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/04/2008
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نوال بليلي
المصدر : www.horizons-dz.com