قطف الخطى كوكو شانيل.. توقع حجاب

بدت لي خارجة عن هويتها، تتباهى بحروف لاتينية تستبيح السقوط في إيحاء عطر.. إيحاء ما.. أكثر عنفاً أجهل حدوده بالفعل. أحب عطر شانيل جداً.. أحب نظاراتها الغالية وكل المنتجات الرائعة التي لا أتمكّن من النيل منها بسبب غلائها الفادح  أشعر بالقرف الشديد عندما أرى ملابس المحجبات وهي مزركشة باسم channel لكنني ومع تكرار الصورة العنيفة.. صرت لا أطيقها، وأتساءل كيف تقبل المحجبات بذلك التوقيع الذي يأخذ مساحة كبيرة جدا من الحجاب ومن الخمارات.. ومن هي كوكو شانيل حتى تحظى بكل هذا التكريم؟تلك البائعة المتجولة التي عاشت في دار للأيتام بعد موت والدتها وتخلي والدها عنها، تلتقي في سن مبكر بابن عمها لتتجه برفقته إلى الخياطة كطريقة أولى لكسب القوت.. ثم تتوجه للمسرح والموسيقى.. لقد كانت تلعب أدوارا للضياع والركض في بدايات القرن العشرين.بعد تعرّجات موجعة عادت لصنع القبعات.. كانت عشيقة لأشخاص كثيرين.. تشترط دوما الثراء في العشق، على غرار عشيقها الإنجليزي الثري، لأن ابنة الملجأ لا تحب الفقر.. قامت بفتح أول محل للقبعات عام 1913، ولكي تنجح في التسويق للقبعات، كانت المرأة الأولى التي قطعت شعرها واحترفت النموذج العملي الذي يجيد اللعب بين رموز اللباس الرجالي والنسائي.. إذن.. تحمل هذه المرأة وزر كل النساء الذين قاموا بقص شعورهن.. ونحن الآن نغطي شعورنا باسمها.. ما هذا التناقض؟؟ تتابع كوكو نجاحاتها وتؤسّس بيت عالمي للأزياء، وتصير أيضا مصدر إلهام لعشاق آخرين بعد وفاة عشيقها الأهم في جهة القلب .. شعراء.. رسّامين صانعي عطور.. ومع ذلك لم تنس عملها.. فأصبحت تعرف في عشرينيات القرن الماضي بامبراطورية شانيل.عطر شانيل رقم 5 الأكثر شهرة على الإطلاق صنع بمساعدة إرنست بيكس هذا إذا لم يكن هو صاحبه.. لأننا في العشق نتقاسم الأشياء.. قالت كوكو ذات مرة إن رقم 5 هو رقم الغرفة الكبيرة التي كانت تعيش فيها في الملجأ..كوكو لم تتوقف عند هذا الحد.. هي المرأة الأكثر جرأة في أوروبا.. هي أيضا من اخترعت لباس البحر.. أو المايو.. إنها امرأة عظيمة لا شك حتى تعيش في حجاباتنا. هاجر قويدريhadlay@hotmail.com