الجزائر

قطف الخطى الله يرحم مصطفى وعمر



قطف الخطى              الله يرحم مصطفى وعمر
اسمي رضا وعمري ست سنوات.. أحب الحيوانات وركوب الدراجة، أبي مهندس وأمي معلمة ولي أخت صغيرة اسمها منى، وأسكن قريبا من المدرسة". تجدون هذا في كتاب السنة أولى ابتدائي   وسواء كنتم خريجي المدرسة الابتدائية الأولى أو المدرسة الأساسية حتما ستنتبهون إلى هذا الخطاب الذي لا يعنيكم، إنه يعني جيل جديد بكل ملامحه التي لا تشبهنا، والتي تصلح فيها جداً حكمة جبران خليل جبران حيث يقول:أبناءكم ليسوا أبناؤكم إنهم أبناء الغد  إنه رضا، إذن هذا الاسم اللين نتاج الأفلام المصرية، والذي لا يختلف عن أصدقائه في المقرر فصديقه يدعى عصام وطارق وزكريا، والبنات هن سلمى وهدى وصباح.. على أيامي كان بطل المقرر يدعى مصطفى وعمر على وزن عمر قتلاتو الرجلة.  "أحب الحيوانات وركوب الدراجة.." أذكر أن عمر كان يلعب بالكرة والتي لا تزال تتخيلها مخيلتي كرة من أكياس الحليب الأبيض.. أما الحيوانات فلم نكن نؤكد ارتباطنا بالبيئة وتهيئة الإقليم لأن هذا كان راسخ فينا.. فها هو عمر يركض خلف القطة ونورة تحلب البقرة ولم يتدخل أبدا رحماني وغزالته دنيا."أبي مهندس وأمي معلمة..." الله يرحم أيام ماما في السوق وبابا في البستان.. "ولي أخت صغيرة اسمها منى..." فقط أخت صغيرة!! مصطفى كان يذهب للمدرسة مع ليلى ويبقى أخوهم الصغير يبكي في البيت."أسكن قريبا من المدرسة". وهذه أكيد لطشة سياسية تحاول أن تطبق القانون الذي يمنح لـ50 عائلة الحق في الحصول على مدرسة.تبدو هذه المفارقات وكأنها خرجت من نافذة قريبة وهي تعصف بالسؤال، شخصياً أعرف عدداً من الأقارب أنتجوا جيلاً معطوباً بالكامل وهم أحسن منه بكثير فهذه طبيبة ابنتها خريجة السنة التاسعة أساسي وذاك درس في الروس ابنه بالكاد دخل معهد للأنفوغرافيا.. هذا التراجع الاجتماعي كبير ويمكنكم ملاحظته مثلي فقط علينا أن لا نترك بن بوزيد يزيد...  هاجر قويدريhadlay@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)