الجزائر

قصيدة الأشجار



آه، يا أختي الشجرةلقد عذبوك كما عذبونيفلا تطلبي المغفرةلحطاب أمي، وأمك"محمود درويشأي زمن هذا؟الحديث عن الأشجار فيهيوشك أن يكون جريمة،لأنه يعني الصمت على جرائم أشد هولا.ـ 01 ـالناس يبصرون الأشجارلكن الشاعر،هو من يراها.. حقا!ـ 02 ـمن وجهة نظر الشاعر لا فرق بين قطع إنسانوقتل شجره!ـ 03 ـهناك في تغراسوهي قرية بعيده،لا يسمع بها أحد،حكمة بليغة توارثها الآباء عن الأجداد تقول:أطلق الذيب واقتل ابن الوغلومعناه أنهإذا جعلتك المصادفة السعيدةتصطاد ابن آوى وابن الوغل.. معاأطلق سراح ابن آوى..واحتفظ بابن الوغل..لأنه أكثر خبثا من جميع الذئابوبنات آوى!ـ 04 ـتلك الأرواح الخضراءالتي تغني في الغابة، يا أمي..كل مساء..من يسمعها؟من يصغي إلى إيقاع صهيلها الأخضركي ينقل موسيقى الأشجارإلى لغة الشارع؟!ـ 05 ـأرواح الطم طم في الغابةأسمعها في الليل تنادينيتهتف باسم الطوطمتهتف باسمي الأولوباسم شجرة "البتولا" المقدسةالتي تقوم في عيون "الكلت"مقام الشجرة الأم!ـ 06 ـلن أكتب مرثيةللحطابين الذين جزت رؤوسهم الغولةكما فعل الشاعر رينوارفي نهاية القرن التاسع عشر!مرثيتي سأكتبها للأشجار التيهز جذورها الحطابون!ـ 07 ـليست الشجرةهي التي تخفي الغابةكما تعودنا أن نسمع في الخطابات إنه الإنسان الذي..أخفى تحت معطفه المنشارومضى يفتش خلف الباب،وتحت الطاولة والكرسي،عن سبب واضح..لرحيل الأشجار!ـ 08 ـماذا تقول الأشجار لبعضها..عن الإنسان،ماذا يمكن أن تقول الأشجار؟!الخير كل الخير بالتأكيد،أو ربما لاشيء على الإطلاق!لكن الريـح التي تهب..بنواياها السيئة على الأغصان،هي التي تنقل الوشايات،وتقول الأشجار..مالا يمكن أن يقال!ـ 09 ـتموت الأشجار واقفةإذا جاعت،ولا تأكل من ثمارها،وفي أبسط الحالات،يجوع الإنسان..فيأكل لحم أخيه الإنسان!ـ 10 ـبين إناث الأشجار وذكورهاضرب من الغزل العفيف:رسائل ورد تنقلها الفراشات،وحبوب طلع ينقلها النسيم،أما ما يـحدث بين البشرفشيء.. تخجل إذ تتذكره الأشجار!ـ11 ـلست أدري أين قرأت أو أين سمعت أن الأشجار رجال منقلبون على رؤوسهمفي الجبال (..)لهذا ربما كانوا يـحرقون الأشجار،في وطني،بحجة منع الانقلاب؟!ـ 12 ـالدالية تعانق التينةدون أن تختلط الجذور والثمار،والخوخ يـحاور المشمشدون أن يفرض وجهة نظره على التفاح!تعلموا الديمقراطية،يا رجال السياسة في وطني..من الأشجار!ـ 13 ـالشجرة التي بلا ثمار ليست شجرةهذه هي خلاصة الحضارة الحديثة .. وزبالتها!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)