العطف أو أم القصور، هي بلدة تاريخية تقع في ولاية غرداية، تتميز بتاريخها المرتبط بوادي ميزاب، حيث تعتبر من أقدم المراكز التي أسسها الإباضيون في المنطقة، وذلك في القرن الحادي عشر الميلادي.تأسس قصر العطف عام 402 ه/ 1012م، بعد سقوط الدولة الرستمية، على يد خليفة بن أبغور، في شمال الصحراء الجزائرية، وذلك لضرورات أمنية.
لكن الآثار التي وجدت في مناطق مختلفة، تدل على أن المنطقة كانت آهلة بالسكان منذ أقدم العصور، وهذا ما بينه الدكتور "بيير روفو"، من خلال حصيلة بحوثه الميدانية في بلاد الشبكة، حيث ذكر فيها بالتفصيل إحدى عشرة محطة من العصر الحجري الأول، وصف فيها ما جمعه من أدوات ونقوش ورسوم على الصخر في منطقة أوخيرَ وعدة مناطق من غرداية، يمتد تاريخها من 18000 سنة إلى 5000 سنة قبل الميلاد.
نجد بقصر العطف من القرى القديمة "أغرمن أوخيرة" والتي بجانبها مقبرتها ومسجدها اللذان لا يزالان قائمين، و«تجنينت" التي بنيت على قمة الجبل، كما نجد كذلك مسجدها في المركز، وحوله تنشأ المباني المتعدّدة الوظائف، وعلى رأسها المساكن في تدرج مستمر، متبعة تضاريس الأرضية المنحدرة للهضبة، وصولا إلى التحصينات التي تحيط بالقصر على شكل سور دفاعي تتخلله أبواب رئيسية وفرعية تعلوه أبراج المراقبة وبمحاذاة السور توجد ساحة السوق الذي يعتبر الفضاء الرئيسي للتبادلات التجارية.
يشكل قصر العطف، نقطة انطلاق وبداية لعملية التعمير لوادي ميزاب، ومن بين الخصائص المميزة لهذا القصر وجود هاذين المسجدين داخل محيطه، فلكل مسجد مئذنة هرمية خاصة به.
تمّ إدراج قصر العطف في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1982م، كجزء من وادي مزاب.
وفي عام 1996م، احتفل القصر بألفيته، تحت شعار "فرح وأمل وحب الجزائر"، وهذه الاحتفالية كانت قفزة حقيقية سمحت بانتفاضة في المجال العمراني والمعماري في غرداية، وبذات المناسبة حظي القصر باهتمام خاص بهدف حماية وتعزيز التراث المعماري المحلي وإعادة النظر في تقنيات البناء التقليدية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net