الجزائر


قصة
- مهداة إلى روح شهداء هذا الوطن ، ولكل من يحاول رفع رايته في أي مكان ، وفي أي زمانفي ردهة واسعة من البيت يجلس عمي رابح الشيخ المقعد على كرسيه العتيق ، عبثا يحاول أن يصلح ساعته ذات السلسلة الموصولة بإحكام بعباءته البيضاء التي أعطته بهاء أكبر ووقارا رغم التعب البادي على وجهه ...هذه الساعة التي لم تفارقه على مدار الأربعين سنة المنقضية و أبت إلا أن تستمر في الدوران ما استمر هو في الحياة....لم يعكر هذا السكون السرمدي ، ولم يخرج العم رابح عن هدوئه المعتاد إلا صراخ متعال من حفيده إسلام الفتى صاحب الأربع عشرة ربيعا الذي حول هذا السكون إلى فوضى عارمة وهو يفتش عن شيء لم يسعف الحظ أحدا من قاطني البيت معرفته ....بصوت منهك خائر القوى أشار العم رابح لحفيده أن أقبل ، فصار الأخير نحوه على مضض بخطى متثاقلة إني أبحث عن جملة من الأعلام الوطنية كنت قد خبأتها منذ أيام في إحدى خزائن البيت لكن يبدوا أن يدا ما قد امتدت لتعبث بهم ، والآن ما يسعني القول لرفاقي الذين ينتظرونني للاحتفال خارجا ، بعد انتصار منتخبنا الوطني " بهذه الكلمات حاول إسلام شرح الموقف للجد المصغي بإهتمام. بابتسامة غطتاها الوقار تساءل العم رابح وهو يربث على كتف حفيده " لكني أراك تضع راية وطنية كبيرة على ثيابك ألا تكفي هذه للاحتفال... " قال العم رابح متسائلا،تم أردف قائلا : " يا بنى ، جميل جدا أن تكون ألوان علم بلادنا منتشرة في كل مكان ونحن نحتفل ، لكن الأجمل أن نراعي حرمة الألوان الثلاثة للعلم ..هذه الراية كانت دائما نصب أعيننا ونحن نخرج للاحتفال في ريعان شبابنا " تم أضاف " عند خروجنا فور إعلان وقف إطلاق النار بين جيشنا الثوري الباسل و المستعمر الفرنسي لم تكن إمكاناتنا المالية تتيح لنا اقتناء أعلام كثيرة ، فكنا نكتفي بخياطة أعلام وطنية من القماش المتوفر بين أيدينا ، كان علم واحد يرفعه أحد الشباب كافيا لأن نتذكر به كل شهداء ثورتنا المجيدة كانت لحظات لاسترجاع ذكرى رفاقنا أكثر منها لحظات للاحتفال.اغرورقت عيني الطفل إسلام بالدموع وهو يرى جده يتحدث باحترام كبير عن علم البلد وعن شهدائه ، فلم تسعفه الكلمات سوى بالقول "سنحفظ راية الوطن بعيوننا ، ونصونها عالية خفاقة إنشاء الله ، سواء بانتصاراتنا الكروية أو العلمية أو التكنولوجية ،وسندافع عن ألوانها ما حيينا ،ودام النبض فينا " فقال العم رابح "هكذا إنشاء الله نريدكم ، هكذا نريدكم" . slimanelahcen@gmail.com




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)