الساقية الحمراء هي إحدى المناطق التي ارتبطت بتاريخ طويل ومعقد، حيث يربط الكثير من الجزائريين أنفسهم بها باعتبارها مهدًا لأجدادهم، وخاصة من يزعمون أنهم ينحدرون من النسب الشريف. وتعود الحكاية إلى أحد أحفاد علي بن أبي طالب، وهو إدريس الأكبر، الذي لجأ إلى هذه المنطقة بعد أن هرب من الفتن والصراعات في العالم الإسلامي. كان إدريس الأكبر هو المؤسس الفعلي للأسرة الإدريسية في المغرب، وقد أصبحت هذه المنطقة بمثابة نقطة انطلاق للأدارسة الذين استقروا في مناطق أخرى من شمال إفريقيا.
العديد من التعليقات التي تطرقت إلى الساقية الحمراء في الفيسبوك تتباين في تفسير هذه القصة التاريخية. حيث يرى البعض أن الساقية الحمراء كانت موطنًا للأدارسة الفارّين من الفتن الحجازية، بينما يشكك آخرون في صحة هذه الروايات ويرون أنها مجرد خرافات. هناك أيضًا من أشار إلى أن المنطقة كانت تعرف بأنها نقطة عبور للمهاجرين من الأندلس الذين فروا من محاكم التفتيش، حيث انتقلوا عبر الساقية الحمراء إلى المغرب الكبير، ليجدوا في هذه الأرض مكانًا جديدًا للاستقرار.
إلى جانب هذه الروايات، يذكر آخرون أن الساقية الحمراء كانت مركزًا للعديد من القبائل الأمازيغية، مثل صنهاجة، الذين اختلطوا مع العرب المهاجرين من الأندلس. وتُعتبر هذه المنطقة، في رأي البعض، منبعًا للأشراف والقبائل الشريفة التي انتشرت في الجزائر والمغرب العربي، مما يعزز الربط بين الساقية الحمراء ونسب هؤلاء الأشخاص.
بغض النظر عن الاختلافات التاريخية في الروايات، تبقى الساقية الحمراء رمزًا تاريخيًا عميقًا بالنسبة للعديد من الجزائريين الذين يعتبرونها جزءًا من هويتهم الثقافية.
تاريخ الإضافة : 06/01/2025
مضاف من طرف : patrimoinealgerie