الجزائر

قسنطينةسكان ''سوطراكو'' يرحلون إلى مساكن لائقة قريبا




اختارت مصالح ولاية الجزائر مكاتب دراسات محلية لإجراء معاينات لعدة مواقع مختلفة ببلديات الولاية، من أجل تحديد أهم النقاط السوداء التي من الممكن أن تتسبب في حدوث فيضانات، حيث تقوم المكاتب المختصة بزيارات ميدانية لتحديد الخصائص الجغرافية والطبوغرافية لكل منطقة، ومع تحديد المتطلبات التي يتم من خلالها تجسيد بعض المشاريع للتقليل من خطورة الفيضانات أو القضاء عليها بشكل نهائي من بينها مجمعات للمياه.
وأكدت مصادر مطلعة من مديرية الري بولاية الجزائر لـ ''المساء''، بعد الزيارات الميدانية التي قامت بها مكاتب الدراسات المتخصصة، أن عددا كبيرا من البلديات المتواجدة بالعاصمة معرضة لخطر الفيضانات، وتستوجب حمايتها عن طريق تجسيد مجمعات لمياه الأمطار، بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية لبلديات الولاية التي تمتاز بوجود سهل محاذٍ للبحر، والذي يشكل شريط الواجهة البحرية، ومن ثمة مرتفعات ومنخفضات، وبعدها مرتفعات ومنخفضات أخرى، وهو الأمر الذي يساعد على تجمع مياه الأمطار، على الرغم من تواجد البالوعات لتصريف المياه.
وأضافت المصادر أن المكاتب المختصة قد فرغت من تقديم المقترحات الأولى إلى المصالح الوصية، بخصوص بعض المناطق ببلديات العاصمة التي كانت تعتبر من بين أهم النقاط السوداء التي تتجمع فيها مياه الأمطار، على اعتبار تواجدها بمناطق منخفضة، حيث انطلقت بها الأشغال لحماية قاطنيها من خطر الفيضانات، ويتعلق الأمر بكل من بلديات عين البنيان، اسطاوالي وزرالدة، بعد أن انتهت الدارسة بها بالنظر إلى حجم الخطر الكبير الذي يحدق بالمنطقة، على اعتبار تواجدها بمنحدرات ومنخفضات تسهل من عملية تسرب المياه إليها.
كما تم تأمين مدينة زرالدة كليا من خطر الفيضان، عن طريق القضاء على أهم النقاط السوداء التي كانت تتجمع فيها المياه وتشكل خطرا حقيقا على السكان، لاسيما المواقع السكنية المحاذية للوديان المتواجدة بالمنطقة، من بينها مزفران المؤدي إلى ولاية تيبازة الساحلية، وسيدي منيف، في إطار البرنامج الولائي الخاص بتنقية الوديان الذي خصصت له ولاية الجزائر أزيد من 14 مؤسسة وطنية -حسب تأكيد مدير الري بولاية الجزائر إسماعيل عميروش- خلال عرضه الأخير لأهم المشاريع المنجزة بالعاصمة، حيث يتم إبرام عقود بين الطرفين على مدار 6 أشهر للقيام بالعملية، موزعة 3 أشهر في الصيف، و3 أشهر في الشتاء، بالنظر إلى عودة تراكم مختلف أنواع النفايات مع نهاية الفترة الشتوية لما تجرفه مياه الأمطار، دون إغفال مسألة تنقية الوديان في فصل الصيف تفاديا لحدوث أي فيضانات قبل تساقط الأمطار.
ولا تزال خرجات المكاتب المحلية لتحديد أهم النقاط السوداء بولاية الجزائر متواصلة، حيث تعكف هذه الأخيرة حاليا على تحديد أهم المناطق السوداء التي تتجمع فيها مياه الأمطار بكل من بلدية أولاد شبل، بئر توتة، تسالة المرجة، سيدي موسى، الرويبة، والكاليتوس التي تتموقع بمستويات منخفضة، وذلك حسب درجة الضرر من منطقة إلى أخرى، حيث سيتم في هذا الصدد وضع مخططات للقضاء على أماكن تجمع مياه، ليتم بعدها تقديم مقترحات للقضاء عليها، في انتظار الانتهاء من تهيئة ثلاثة وديان على مستوى بلدية بوزريعة لا تزال متواصلة من بينها؛ شباط، بوكيكاس، والبريجة الذي يمتد إلى غاية بلدية دالي إبراهيم، وأولاد فايت، في انتظار استكمال أشغال التهيئة الخاصة بكل من وادي المايسول، وادي السمار، بوسيجور، ميرامار، و سيدي بنور.

كشفت مصادر من مكتب الدراسات والهندسة ''سو'' بقسنطينة عن الانطلاق في برنامج ترحيل سكان الأحياء القصديرية والهشة عبر كامل تراب الولاية بدءا من منتصف شهر ديسمبر الجاري تزامنا مع العطلة الشتوية حتى يتسنى لتلاميذ العائلات المرحلة الاندماج في الوسط المدرسي مباشرة بعد العودة إلى الدراسة.
وسيكون سكان شاليهات سوطراكو بالقطاع الحضري البير أول المستفيدين من عملية الترحيل التي ستمس أزيد من 60 تجمعا سكانيا قصديريا وبناءات هشة بولاية قسنطينة، حيث أكد مكتب الدراسات والهندسة ''سو'' أن العملية ستشمل في بدايتها 650 عائلة من سكان السوطراكو على أن تتبعها عمليات متتالية حسب جاهزية السكنات الجديدة بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث تمت برمجة كل من تجمعات أرض مزيان، أرض خطابي وبودراع صالح في المرحلة الثانية التي من المفروض أن تكون في الأسبوع الثاني من العطلة الشتوية.
وقد باشر سكان حي سوطراكو المعنيون بالشطر الأول من عملية الترحيل بتسديد مستحقات الشقق التي تحصلوا عليها بالوحدتين الجواريتين 13 و18 بفرع ديوان الترقية والتسيير العقاري، قبل أن يشرعوا في نقل أمتعتهم إلى الشقق الجديدة التي ستضمن لهم حياة كريمة بعيدا عن شاليهات الأميونت التي تسببت لهم في العديد من الأمراض مختلفة.
للإشارة؛ فقد أنجزت شاليهات السوطراكو بقسنطينة بالقطاع الحضري البير سنة 1979 كمنطقة عبور على أن لا تتجاوز مدة الإقامة بها 5 سنوات، لكن الأمر لم يتم، وتم ترحيل جزء منهم بتعداد 452 عائلة على شطرين بين 1994 و1995 لتبقى 283 عائلة دون إسكان تواجه هشاشة السكنات التي تحولت إلى أدغال لمختلف الحيوانات الخطيرة والحشرات، ومن جهة أخرى انتشار الأمراض المزمنة بسب نوعية السكنات والمواد المصنوعة بها، خاصة مادة الأميونت التي أدت إلى تسجيل 40 حالة سرطان بهذا الحي بين 1998 و2009 حسب إحصائيات قام بها السكان، ناهيك عن ظهور أمراض أخرى كالحساسية والربو، كما أن عدد العائلات تضاعف بسبب زواج الأبناء.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)