الجزائر

قرية البرج الأبيض بوهران تعيش العزلة والتهميش



قرية البرج الأبيض بوهران تعيش العزلة والتهميش
لم تستطع قرية البرج الأبيض، التابعة لبلدية عين الكرمة، بدائرة بوتليليس، اللحاق بركب التنمية التي تشهدها وهران على جميع الأصعدة ولا تزال تعانق التخلف والفوضى، حتى غدت هاجسا يؤرق السكان وخاصة الشباب منهم، وفق ما كشف عنه السكان. هذا ما وقفت عنده «الشعب» بالباهية وتقدم تفاصيل عنه.بلغت شبكة الطرق درجة متقدّمة من الاهتراء، زادت من عزلة القرية، التي تستقطب سنويا ملايين السياح، من داخل الوطن وخارجه، للتمتّع بشواطئها ومناظرها الطبيعة.مع العلم أن بلدية «عين الكرمة»، تتكون من 5 تجمعات سكانية، تعرف بشاطئي مداغ والبرج الأبيض وغابة ترفيهية هامة، بينما يتجلّى التخلف في أقصى مظاهره بقرية البرج الأبيض، هذا ما لاحظناه في زيارة ميدانية قادت «الشعب» لعين المكان.قالت إحدى المقيمات في القرية ل «الشعب»، إن المنطقة لم تستفد من أية برامج سكنية، وفي مقدّمتها الصيغ الريفية لطبيعتها الفلاحية، حيث تعاني القرية «أزمة سكنية حادّة»، وإن الكثير من القاطنين شيّدوا بناءات فوضوية بالشواطئ، لتفادي استعمال غرف مشتركة مع العائلة، ولاتزال ملفات «عقود الملكية» عالقة لسكنات تعود للحقبة الاستعمارية، رغم توصيات والي وهران عبد الغني زعلان وقبله عبد المالك بوضياف وصرامة موقفهما لمعالجة الوضع.وقد استبشر السكان خيراً بعد عمليات التأهيل التي شهدتها الطرق، السنة المنصرمة، لكن سرعان ما تبخّرت الفرحة، حينما حفرت الطرق لوضع شبكتي المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي موسم الاصطياف المنصرم، وعادت الأتربة المثيرة للغبار والأوحال، دون إصلاح المواقع المعنية.ولا تتوقف المشاكل عند هذا الحد، إنّما تعاني المنطقة من انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة، وفي مقدمتها غاز المدينة والإنارة العمومية، التي تضيئ ليالي موسم الاصطياف، ليعيش السكان الظلام الدامس باقي أيام السّنة، وحاليا تتوفر بطاقة ضعيفة فقط بالطريق الرئيس.وأكّد محدثو «الشعب»، أن الحركة التجارية بالقرية، تراجعت كثيرا، بعدما أغلقت الكثير من المحلات تحت طائلة العزلة، هذا ما يحدث في انعدام تام للمؤسسات الشبانية والمرافق الترفيهية، بما فيها المساحات الخضراء والملاعب الجوارية، كلها أسباب ربطها الأولياء بانتشار المخدرات وارتفاع نسبة الهجرة غير الشرعية.وما زاد الطين بلّة، انعدام التغطية بالهاتف الثابت والنقال والأنترنت، في وقت تخصص فيه الدولة سنويا الملايير للبلديات الساحلية، باعتبارها إحدى ركائز التنمية.وزاد مشكل النقل من معاناة السكان، مخلّفا فراغا كبيرا، احتلت محلّه سيارات «الكلوندستان» والتي يفرض أصحابها تسعيرة، تحيّن حسب الطلب.وأكد قاطنو الحي أنهم قاموا بمراسلة السلطات، وعلى رأسها اتصالات الجزائر، وطالبوها بمعاينة الوضع والعمل على رفع العزلة عن الكثير من الأحياء البعيدة منها عن وسط البلدية.كما أشار السكان إلى أن الحي والإقليم، عرفا كثافة سكانية كبيرة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يستدعي من السلطات توفير الكثير من المرافق الخدماتية التي تساعد المواطنين على مواجهة مصاعب الحياة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)