قرى بوحمزة تعاني العزلة ونقص وسائل النقل

يشكو سكان بلدية بوحمزة بجميع قراها ومداشرها، نقصا كبيرا في المرافق الحيوية والتنموية، فالعنوان الرئيسي لوصف حالة أغلب القرى الواقعة على مرتفعات جبلية وتبعد عن عاصمة الولاية ب50 كلم، سوى «البؤس والعزلة القاتلة»، حيث تعاني أغلبها نقائص كثيرة ومشاكل متفاقمة، أثرت سلبا على حياتهم اليومية.وما زاد من صعوبة الوضع، انعدام وسائل النقل، التي من شأنها التخفيف من معاناة تنقل المواطنين نحو القرى والبلديات المجاورة وحتى نحو عاصمة الولاية بالنسبة للطلبة. وعكس تصريحات المسؤولين المحليين، الذين يقللون من الوضع، حيث يؤكد أغلب مواطني البلدية أنهم يعانون الجحيم يوميا، بسبب انعدام وسائل التنقل، خاصة بالنسبة لقرى تاشوافث، تانساوث وتودر التي يشتكي سكانها قلة حافلات النقل، «من أجل استخراج بعض الوثائق من مقر البلدية، أو من أجل الذهاب إلى أقبو أو حتى صدّوق، نضطر غالبا إلى السير طويلا على الأقدام، أو حتى توقيف بعض السيارات حتى قرية إيغيل نتالة وانتظار مرور حافلة النقل»، يقول مواطن من قرية تودّر. ويضيف مواطن، في الستين من عمره من قرية تاشوافث أكثر القرى بعدا عن وسط بلدية بوحمزة، «من لا يمتلك وسيلة نقل خاصة به، فمن الأفضل له ألاّ يعيش في هذه القرية النائية».أما مواطن آخر من قرية تانساوث فيقول متحسّرا: «أغلب الناقلين يرفضون تقديم الخدمة والتنقل حتى قريتنا بحجة قلة السكان فيها».مواطن آخر من قرية بوحيتم، علّق على الوضع: «مع كل هذا الحرمان الذي يعاني منه أغلب السكان والمعاناة التي لا تنتهي، إضافة إلى تماطل السلطات المحلية لاحتواء الوضع، فحتما ستكون هجرة القرى هو الحل الأمثل».فبلدية بوحمزة، التي تعتبر ريفية بحتة، ولهذا فهجرة سكانها هي بمثابة ضربة موجعة للقطاع الفلاحي فيها.ومن أجل إيقاف نزوح السكان وهجرتهم نحو المدن، شرعت البلدية، مؤخرا، في بعث مشاريع التنمية فيها.وفي هذا الصدد، يقول مسؤول بلدية بوحمزة: «نأمل أن يكون برنامج الإسكان الريفي الذي أقررناه لصالح المواطنين، فرصة مناسبة لوقف هذا النزيف، كما أنّ مشروعا آخر قد تمّ الإعلان عنه، يتمثّل في ربط جميع القرى النائية بالغاز الطبيعي، والذي من شأنه فكّ العزلة عنها وبالتالي الحد على نطاق واسع من الهجرة الجماعية لسكان هذه المناطق».