كشف الفنان القبائلي القدير عثماني ل"المساء"، أنه سيعود إلى الساحة الفنية بعمل جديد، سيكون "مفاجأة" لكل محبي الفنان وصوته، مضيفا أنه غادر الساحة الفنية لمدة 17 سنة لأسباب مختلفة، وأنه قرر العودة مجددا بعمل فني ليختتم به مسيرته الفنية، حيث ينتظر أن يكون جاهزا بعد أشهر.قال الفنان عثماني، على هامش حفل التكريم المقام على شرفه بدار الثقافة مولود معمري في ولاية تيزي وزو، يوم الخميس المنصرم، إنه جد سعيد بحفل التكريم المقام على شرفه، مثنيا على كل من شارك من قريب أو بعيد في هذه المبادرة من القائمين على قطاع الثقافة وأصدقاء الفنان وعدة وجوه فنية.وأضاف أنه خدم الفن بروحه وقلبه وكانت مسيرته الفنية تعبيرا عن حبه للفن، مشيرا إلى أن الأعمال الفنية التي قدمها كانت ترجمة للأحاسيس وما يعيشه المجتمع، لذلك كان تأثيرها على المستمع بالغا، وهو ما أكده الكثير من المحبين في شهاداتهم.وجه الفنان عثماني رسالة للفنانين الشباب، حيث قال بأن كل من يريد الغناء فحتما هناك شيء يريد أن يقوله سواء عن الحب، السياسة، الحياة القاسية وغيرها، والتي تعتبر إضافة جديدة للفن القبائلي، متمنيا النجاح لكل من يعمل من أجل ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية، قائلا "كلما يأتي فنان جديد إلى الساحة الفنية، فإنه يعتبر لبنة لبناء الأغنية وتقويتها، معبرا عن أمله في أن يعمل الكل بمحبة وأخوة من أجل الاستمرار في المشوار الطويل للأغنية القبائلية".من جهته، أثنى رشيد نجل الفنان عثماني على مبادرة تنظيم تكريم لوالده، مشيرا إلى أن الفنان عثماني لم يكن أبا فقط بل كان صديقا أيضا، حيث قام بواجبه إزاء عائلته أكثر من اللازم وأن أولاده كانوا منذ الصغر يرافقونه إلى الحفلات والأعراس التي يحييها، وأن الفنان كان يستشيرهم ويسمعهم الأغنية قبل إخراجها، في حين أجمع العديد من الفنانين، أمثال كمال حمادي، سليماني والحسناوي أمشطوح، على عظمة الفنان كشخص وفنان، مثنيين على الإخوة والتضامن السائد في فترة ظهورهم على الساحة معا، وعملهم معا في سبيل ترقية وتطوير الأغنية القبائلية التي خدموها بالحب والإخلاص للكلمة واعتماد موسيقى مناسبة.الفنان آيت عثمان محمد أو حميش آث وادى، المعروف في الساحة الفنية باسم "عثماني"، من مواليد 11 سبتمبر 1945 بقرية زاكنون ببلدية واسيف، ولاية تيزي وزو، تربى "دا حميش" أو عثماني وحيد عائلته، فقد والده في سن الخامسة، وتولت والدته وجدته وكذا عمه آيت عقيل تربيته التي قادته نحو مستقبل مشرق، حيث حرص الثلاثة على ألا ينقصه أي شيء.ولما بلغ عثماني 24 سنة من عمره تزوج وأنجب 7 أطفال، من بينهم طفلة. وفي سنة 1961، دخل عثماني مركز التكوين المهني بواسيف، وفي نفس الوقت أخذ يعزف من حين لآخر على آلة كلارينات، إلى أن اشترى أول قيتار كان وراء تسجيل اسمه اليوم ضمن قائمة كبار الفن القبائلي خاصة والجزائري عامة. وفي سنة 1966 دخل الفنان مستشفى بتيزي وزو مكث فيه تقريبا سنتين، ولم يمنع ذلك الأمر الفنان من الغناء، حيث نظم وهو على سرير المستشفى أغنيتن "ثبغيضيي بغيغكم"،"اربي أسلد أكحكوغ".وبعد خروجه من المستشفى استعاد الفنان صحته وعافيته وطاقته، وأعد رفقة أصدقائه الفنانين، منهم سليماني، دليل عمر، حبيب مولود حصة إذاعية على القناة الثانية تحمل عنوان "اشناين أوزكا" سنة 1968، كان يقدمها الفنان الراحل شريف خدام. وواصل الفنان عثماني مسيرته الفنية التي كان يعتمد فيها على الجبل الذي كان مصدر إلهامه، حيث كان يقصد الجبل ليُسمع أغانيه لأصدقائه، ويسجل سنة 1968 "أسطوانة 33 دورة" التي ساعدت الفنان أن يكون له اسم وصوت خاص به. ومع بداية سنة 1970 استقر الفنان بالبليدة ليواصل مشواره الفني رفقة مجموعة من الفنانين؛ محمد بن حنافي، محمد بن مهوب وغيرهما، حيث كانت هذه الفترة أهم مرحلة في مشوار الفنان التي فتحت له آفاق النجاح والشهرة.في عام 1971، اقترح الفنان محمد بن حنافي على الفنان عثماني القيام بجولة فنية في الجزائر العاصمة تحت عنوان "الشعر والغناء القبائلي"، كللت بالنجاح أمام الإقبال الكبير للجمهور، خاصة الطلبة المتعطشين للفن القبائلي. وفي عام 1974 بدأ الفنان العمل بمؤسسة تحويل الخشب في تيزي وزو لمدة 5 سنوات، ليغادرها من أجل التركيز على الفن والأغنية، حيث واصل مشواره بإقحام ابنيه لخضر ونور الدين المدعو بكودي، البالغين من العمر 14 و13 سنة في الفن سنة 1985 ضمن ألبومه "أثامورث إمازيغن" الذي لقي إعجاب الجمهور، حاليا الفنان يعيش في فرنسا رفقة عائلته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : س زميحي
المصدر : www.el-massa.com