الملخص:
لقد أضحت حياتنا العامة والخاصة ترتكز في كثير من تفاصيلها على ما تقدمه الصورة، فأصبح التلفزيون والانترنيت، أحد أهم مصادر المعلومات المعتمدة من قبل قطاعات واسعة من جمهور المتلقين، كما أنها تعتبر احد أهم عوامل تشكيل وعينا المعرفي، ويرجع السبب في ذلك إلى:
- قدرتها على عرض الواقع أو جزء منه وإعادة صياغته وتشكيله.
- لأنها خطاب مكتمل يمتلك سائر مقومات التأثير.
- قدرتها الآنية والسرعة في نقل الأحداث وتغطيتها وإمكانية إيصالها إلى كل مكان.
- المستوى الجمالي والبلاغي وجاذبيتها التي تستحوذ على عقول الجماهير.
وبالتالي يمكن أن نقر بأن الصورة اليوم هي المصدر الرئيسي لثقافة المجتمعات، حيث أصبحنا نعيش ضمن ثقافة الصورة، فهي كيفية وطريقة لإدراكنا لواقعنا الذي تعبر عنه وبؤرة إنتاج وعينا.
فالتطورات التقنية بالإضافة إلى التقدم السريع في الإلكترونيات ووسائل الاتصال والإعلام الرقمية يعد من الإنجازات الكبيرة فهو تطور أيضا في مجال إنتاج الصورة ، والخطاب البصري هو الأبلغ تأثيرا من بين جميع وسائل الاتصال الأخرى، بحيث أن الصورة هي أداة تعبيرية يعتمد عليها الفرد ليعبر عن معانيه ،أحاسيسه وأفكاره ،وبالتالي فهي بنية بصرية.
وعلى الرغم من التعددية الدلالية التي توحي بها هذه العوالم والتي توهم القارئ بأنه حر في قراءاته، إلا أنها منظمة بطريفة لا تقوده إلا للقراءة المحددة في السنن أي ما يريده صاحب الإرسالية.
ذلك لأن الصورة في الواقع هي رسالة بصرية تقوم على مجموعة من العلامات فالناس ليس بالضرورة أن يكون لديهم نفس الشعور تجاه قراءتهم للصورة ،لأنهم يختلفون من حيث طريقة فهمهم ومشاهدتهم لها، وذلك لما تتضمنه من معاني خفية قد تلقى قبولا أو رفضا اجتماعيا .
قوة الصورة الرقمية وقدرتها التعبيرية والاقناعية:
نتفق جميعا على أن وسائل الاتصال والإعلام المرئية الرقمية قد اقتحمت حياتنا بأقصى ما يمكن من السرعة ،الطاقة والفاعلية، إذ دخلت في نظامنا الوضعي والحضاري كشيء لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت مكونا أساسيا في الحياة المعاصرة ففاقت تصوراتنا وذهبت إلى أبعد من حدود كونها أداة للمتعة بل طرحت نفسها كأداة اقناعية فكرية، فما الذي يجعلها كذلك يا ترى ؟
إن منظومة كاملة من التساؤلات تدور في فلك هذا السؤال حيث تتموضع وسائل الاتصال والإعلام المرئية الرقمية في بؤرة الأسئلة والأجوبة الأهم، ونتفق جميعا على أننا محاطون بعالم واسع من الصور تتمثل "في الأخبار، الأغاني المصورة والإعلانات والأفلام وغيرها وكلها قريبة منا ومألوفة بالنسبة إلينا، ولعل السبب يرجع إلى قدرتها الهائلة على التعبير بكامل الوضوح بالإضافة إلى كونها وسيلة سهلة الإدراك والاستيعاب بالنسبة للمتلقي إذا ما قورنت بالكلمة التي تعتمد على سعة وعي المتلقي وقدرته على القراءة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محراز سعاد
المصدر : الصورة والاتصال Volume 6, Numéro 1, Pages 16-28 2017-12-29