قد كنتَ مُذْ كنت زيتاً في قناديلي وكنتَ دمعي, وشمعي في تراتيلي زهوي.. ولهوي.. وشدوي في مواويلي وكنتَ عند الصِّبا أحلى أباطيليأشهى غموضِ دمي.. أبهى أكاليليأدقَّ رَصْدٍ على أوهى بَلابيلي كنتَ انطباقَ دمي جيلاً على جيلِحتى امتلأتُ امتلاءً بالمجاهيلِ كم ضحكةٍ رفرفتْ قربي, علقِتُ بها فأفلتَتْ بين آلافِ الشناشيلِ! وكم ذؤابةِ شعرٍ كالسَّنا خفقتْ وغاب طائرُها وسْطَ الهلاهيلِ جرى دمي خلفَها شوطاً, وعاد بهِنَقرُ الدّفوفِ, وإيقاعُ الخلاخيلِ كم.. كم قرأتُ على شَّطيكَ أدعيَتيوكم بنَيتُ على المجرى عرازيلي كتبتُ فيك مزاميري بِحُرِّ دمي فأين تقرأ إنجيلاً كإنجيلي؟! يا مالكَ العمر.. قالوا: هل تنازعُهُ؟ أجَلْ.. على كلِّ يومٍ منه يُبقي لي! أقولُ: هل ضقتَ بي ذرعاً فتتركنيأُحصي بقيّةَ عمري بالمثاقيلِ؟وأين أمضي بها لو أنت تتركها؟وكيف أحملها حملَ المثاكيلِ؟ يا سيّدي.. يا عراق الأرض.. يا وطنييا زهوَ عمريَ مُذْ رنَّتْ جلاجيلي ومُذْ درَجتُ ولي طوقٌ أُدحرجُهُوصوتُ أُمّيَ من خلفي يُغنّي لي هل فاتَنا العمرُ حتى صار يُخجلناهذا التَّذكُّرُ حتى في الأقاويلِ؟ أم أنَّني يا عراقَ الأرض يُحرجنيأمام كِبْرِكَ خَوضي في تَفاصيلي؟ وكيف أكتبُ شعري فيك يا وطني إن لم يكنْ كلُّ عمري فيك يوحي لي؟ من رَتْقِ دشداشتي, والرِّجلُ حافيةٌ لزهوِ أوّلِ يومٍ في السراويلِ! من كلِّ محفوظةٍ ما زلتُ أحفظهامن كلِّ مسطرةٍ أدمَتْ أناميلي! من أيِّما دمعةٍ .. من أيِّ مَظلَمةٍحملتُها بين مسجونٍ ومفصولِ إن لم يكنْ كلُّ عمري فيك تزكيتي فهل سأكتب شعراً بالتآويلِ؟!
الشاعر العراقي: عبد الرزاق عبد الواحد
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/05/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com