الجزائر

في مواجهة الطيف -ج7-



في مواجهة الطيف -ج7-
بقلم : إسماعيل بوزيدة /الجزائر
أيَّام كنَّا فيها هنا جزءا من تفاصيل هذه الأماكن نؤثثها بحزننا و صمتنا و الكثير من الذاكرة كما كنت أنت هنا ذات سنوات ماضية وأيام وأحيان باختلاف فصولها وتفاصيلها .
أيَّام كنا فيها هنا … قضينا فيها وقتا وزمنًا معلبًا جاهزا في غيابك … كما قضيتي أنت زمنا هنا في غيابنا .
أيَّام كان طيفك يسكن كل ما هاهنا … يتجلى في كل الجدران و الممرات وفي أوراق الأشجار … يطل من النوافذ الحزينة … يدخل ويخرج من البوابات الباكية شوقا إليك .
أيَّام في مواجهة طيفك كنت أستحضرك بين السطور وأبحث عنك بين حنيات هذه الدروب وكنت تتكشفين أمامي وتكشفين ما كان منك هنا .
أيَّام غمرها الحنين و الشوق لإطلالتك … ووحشة كانت تملأ المكان في غيابك … فكم هو فارغ وقاحل المكان دونك .
أيَّام وتضعني الأقدار في مرمى حجر منك … على بعد خطوات منك لو أنك كنت هنا وعلى بعد أميال لأنك ذهبت من هنا .
أيَّام كان صوت يخبر عن ذهابك … ونهاية شيء إسمه أنت … نهاية حلم كنت أنت … وبداية حزن صامت باقٍ بغيابك .
لقد وضعت نقطة النهاية في أخر المطاف وطويت كتاب تاريخك هنا … ربما لتفتحي صفحات جديدة بيضاء هناك حيث أنت .
تعصف الريح الآن هنا …
ترتعش الأشجار …
وتذبل الأزهار …
ماطرة الدنيا حزينة … هنا
موحشة كل الأماكن … فارغة
يائسة الآمال … حزينة الأفراح … دونك .
لأن شمسك لم تشرق هنا .
لم يبقى إلا بعض النسيم الخفيف القادم من هناك حيث أنت … حيث عالمك الزاهي السعيد … أما هذه المدينة فقد أغلقت أبوابها و أسدلت ستائرها … ولبست رداء الحزن بفقدك … تشرب كل صباح كؤوس الحنين إليك .
شمسٌ جميلة تلك التي تشرق من هناك حيث أنت … أشعة ذهبية تخبر عن جمالك وفرحك وابتساماتك السرمدية .
أيَّام ليست بالأيام غائبة بغيابك … حاضرة بطيفك .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)