الجزائر

في معنى الإسلام دين الدولة؟ :



لا تتعجبوا إذا أنجزت الجزائر مسجدا فيه ثاني أعلى مئذنة في العالم! ولا تتأزموا إذا قيل لكم إن الجزائر هي من بين الدول القليلة التي تستهلك كوطتها من عدد الحجاج الذي تحدده السعودية، وأن الطلب على الحج في الجزائر يساوي أضعاف العرض الذي توفره السعودية.
الإسلام في الجزائر شيّد له الجزائريون ما لا يقل عن 30 ألف مسجد ومصلى، في ظاهرة تكاد تكون فريدة من نوعها في دول العالم الإسلامي، من حيث بناء المساجد، وصوم رمضان، والركض إلى الحج. وهو ما جعل بعض الذين يزورون الجزائر، من الدول الإسلامية، يتحدثون عن إسلام خاص بالجزائريين قريبا من النقاوة الأولى للإسلام.
في الجزائر المؤذن للصلاة مأجور على آذانه من خالق السماوات.. في الآخرة.. ولكنه مأجور، أيضا، على آذانه من طرف الدولة، لأن الشعب الجزائري لا يريد مؤذنا غير مأجور.. تماما مثل الإمام الذي يؤدي صلاته بالناس، فيأخذ أجرة من الله عن أداء واجبه ويثاب عن كل مؤمن صلى خلفه صلاة جماعة.. ولكنه، أيضا، يأخذ أجره من الدولة، بمباركة من المجتمع، عن إمامة المسلمين في الصلاة.. وهذه ظاهرة ليست موجودة في بلدان أخرى، أو لنقل ليست موجودة، في كثير من البلدان الإسلامية، بالصورة التي توجد عليها في الجزائر.
هذه نعمة من المجتمع على رجال الدين، وليست منة بالطبع.. نعمة أن يكون الإمام حرا دنياويا وتقيا دينيا، ومتقبلة أعماله، إن شاء الله، أخرويا!
في الجزائر، الرجال الذين ولدوا في الجزء الأول من القرن الماضي يحملون أسماء الأنبياء، محمد وأحمد وموسى وعيسى، وتصل النسبة إلى أكثر من 50 في المائة من الرجال، وبقية الأسماء التي لم تحمّد أو تنبأ عبّدت بالأسماء الحسنى، فليست صدفة أن يكون أكثر من نصف الرؤساء الذين مروا على رئاسة الجزائر، منذ الاستقلال، يحملون أسماء تتماشى مع الحديث الذي يقول: ''خير الأسماء ما حمّد وعبّد''.
وأكثر من هذا، فإن نصف نساء الجزائر، في الجزء الأول من القرن الماضي، أسماؤهن فاطمة وعائشة وزينب وكلثوم ورقية، وغيرها من الأسماء.. وهذا قبل أن تغزونا الأسماء الدلوعة عبر السينما.
أحد الجزائريين تعجب من أسماء أهل مكة، فلا يسمون رجالهم مثلنا بأسماء الأنبياء، بل يسمونهم بأسماء الحيوانات الكاسرة، مثل الفهد والنمر والأسد والثعلب والصقر، وغيرها من الأسماء، وكأنك في حديقة للحيوانات وليس في مكة المكرمة!
في السعودية الإمام الذي يصلي بالناس في المسجد، من غير المساجد الكبرى، يشترط فيه أن يكون حافظا لأربعة أحزاب من القرآن الكريم، في حين في الجزائر يشترط في من يؤم الناس بالمسجد، حتى الصغير، أن يكون حافظا للقرآن كله.
هم يقولون إنهم دولة دينية وموقفهم من الدين هذا حاله.. ونحن نقول، في الدستور، إن الإسلام دين الدولة.. وحالنا مع الدين هو هذا.
نحن بالفعل أمة مسلمة، ولا نحتاج إلى إمامة في هذا المجال من بني قريظة وبني قينقاع! فالإسلام الحق عندنا!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)