في محاضرات سيلا 21

شارك الروائيان الكندي الهاييتي داني لافريير والجزائري واسيني الأعرج، يوم الأحد بالجزائر العاصمة جمهور صالون الجزائر الدولي ال21 للكتاب تجاربهما الأدبية. وقدم الروائيان المتوجان بالعديد من الجوائز مقارباتهما حول الأدب والمنفى وكذا الأدب والمرأة، ضمن برنامج منصات الذي يقدم فرصة لروائيين وشعراء من الأجيال لعرض تجاربهم الإبداعية ومشاركتها مع الجمهور. وحاضر داني لافريير عضو الأكاديمية الفرنسية، منذ 2013 في كلمته حول المنفى معتبرا أن المنفى الذي واجهه لم يشكل عائقا على الكتابة الأدبية، بل بالعكس فإن هذه الكتابة نفسها، قد تغذت من تجاربه الحياتية مشددا من جهة أخرى على أن منفى الزمان هو الذي لا يمكن إصلاحه وليس منفى المكان . وترجم الروائي الكندي-الهاييتي مفهومه للمنفى وخصوصا في روايته Enigmedu retour (لغز العودة)، الصادرة في 2009 والحائزة على جائزة ميديسيس الفرنسية عبر قصة شاب زمن حكم الدكتاتور الهاييتي دوفاليي، والذي يجبر على التغرب عن وطنه فلا يعود إليه إلا بعد ثلاثين عاما. وفي رصيد داني لافريير ، الذي يعتبر أن الأدب طريقة لإصلاح الحياة وإعادة كتابتها ، عدة روايات على غرار L Odeur du café (رائحة القهوة) و des oiseaus fousLe cri )صرخة العصافير المجنونة). وتطرق من جهته الجزائري واسيني الأعرج لآخر أعماله نساء كازانوفا (2016)، التي ترسم صورة عن المجتمع الجزائري ، من خلال رجل يحتضر فيطلب من المحيطين به الإتيان بنسائه الأربعة للحديث معهن لآخر مرة فيكتشف أن لهن قصص مثيرة لم يكن يعلم عنها شيئا. وقال الأعرج أنه اعتمد في كتابه عمله هذا على مذكرات الإيطالي كازانوفا الموجودة بالمكتبة الفرنسية غير أنه ذكر بأن كازانوفا لم يكن فقط زير نساء، وإنما أيضا كاتبا ومثقفا تراسل عدة مرات مع عدد من كبار الأدباء الغربيين، على غرار الفرنسي فولتير والألماني غوته. وعن تحويل روايته مملكة الفراشة الفائزة بجائزة كاتارا للرواية العربية 2015 لعمل سينمائي قال الأعرج أنها في مراحل تصويرها الأخيرة معتبرا من جهة أخرى، أن اقتباس الأعمال الأدبية في السينما الجزائرية مازال متأخرا مقارنة بماهو عليه مثلا في مصر . وتستمر فعاليات الطبعة ال21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، إلى غاية الخامس نوفمبر المقبل بتنظيم العديد من الندوات الفكرية المتعلقة بالأدب والتاريخ.