الجزائر

في مجموعته القصصية "ما حدث لي غدا"



في مجموعته القصصية
صدر عن دار فيسيرا للنشر المجموعة القصصية "ما حدث لي غدا – للدكتور سعيد بوطاجين تحمل في طياتها تمرد من أجل خلق المعنى. ما يلفت الانتباه، في هذه المجموعة القصصية، للوهلة الأولى هو عنوانها ما حدث لي غدا، فالقاص لم يختره اعتباطا وكأنه على يقين بأن حاضر المثقف الجزائري وربما حتى العربي، لا يختلف عن غده من تنفس للبؤس وانسداد الأفق وانقلاب سلم القيم الاجتماعية. ومن لا يعرف القاص سعيد بوطاجين فهو باستمرار متشائم من حياتنا العبثية، ومع ذلك يحاول دائما أن يتمرد عن وضعة ويحبذ من يشاركه هذا التمرد ؟وقصد إضفاء مسحة من الفكاهة على هذا النص سوف أدرج تعليق الروائي "طاهر وطار " على هذه المجموعة القصصية بقوله : إن المتمعن فيها يتملكه الشعور بالحيرة والقلق. بسبب ما يثيره القاص من حقائق موجعة. لم نتعود على مصارحة أنفسنا بها، حقائق لوتعرف طريقها إلى حياتنا اليومية، وتتجذر في سلوكاتنا، ومعاملاتنا، التي تعد عناصر مكونة لحركيتنا الاجتماعية لكان لحياتنا "معنى وقيمة" حضارية تفيا ن بالغرض المطلوب.وما صوره القاص بصدق من واقع مؤلم عن حياتنا بمجموعته القصصية يكاد يكون مرآة عاكسة لما يجري في الحيزات الزمنية والمكانية لمجتمعنا والتي تكاد تكون رداتها عبارة عن مشاهد مقززة سببت الكثير من معاناة القرف للقاص. إضافة إلى البدائل التي يطرحها القاص قصد الانتقال من العبثية إلى التمرد. العبثية التي استولت على مشاعرنا وتفكيرنا مما أثرت سلبا على سلوكاتنا إلى الحد الذي لا يطاق؟.لقد صور القاص المواطن الجزائري والعربي تصويرا رائعا بعبثيته "صار يضحك بلا فرح، ويبكي بلا دموع، ينظر ولا يرى، ينصت ولا يسمع، يتكلم ولا يقول شيئا" فتبعا لهذه الملاحظات التي رصدها القاص في مجموعته القصصية ما حدث لي غدا والتي تعبر عن واقع حياتنا المهلهل والمهتز باستمرار. فانه يكاد يجزم في تصويره بهذا الواقع بأن راهننا مريض. مرض الشعور بالعبثية والتناقض واللاجدوى وأعراض هذا السأم العارض الذي لا يرجع إلى الفقر أو البطالة أو سوء الطالع. بل السأم الجذري العميق فكما يقول " يونسكو" السأم الذي ليس له مادة سوى الحياة نفسها، وليس له سبب بعد ذلك، سوى وضوح بصيرة الحي .يحاول القاص في مجموعته القصصية التغلب على هذا الواقع من خلال التمرد. لذلك لم يتوان في اعتناق حاسة التهديم وبإمكان القارىء تلمس مثل هذه العوارض على مستوى بنية النص القصصي.حياة كهذه بلا قيمة ولا معنى. أجبرت القاص على الدخول في دائرة الفراغ هذا الفراغ المقرف والذي يصف تفاصيل معاناته في الفقرة الموالية بقوله " بأيام العطل المثقوبة مثل كيس فرح، أضع وجها حقيقيا للزمان الجثة ووجها للأشعار الشرعية المطرودة، من تجاعيد اللغات اليابسة على جبهتهما. أنحت صلبانا وقوما من الذكريات والهذيان، وبين الذكريات والهذيان الرسمي أرسم صورة لنوح، وتحتها أكتب متهم لأنك أتيت قبل الأوان ثم خطوة خطوة أسير منحني الظهر لأقيس بؤس الأرصفة وأحلام العمارات الخاصة جدا. أحصي عدد المحركات الوثنية لأتلذذ بالنهارات التي تركلني وتوفر لي فرصة المزاح والزهوالمجاني كما هو ممتع آلا تجد ما لا يرضيك في شوارع غاصة بالثرثرة. وقطع القماش المتحركة هجست خفية. "ومن هنا تتأكد فرضية أن القاص يريد الإطلال علينا من الحاضر " متهم لأنك أتيت قبل الأوان " فهو يريد أن يأتينا من المستقبل وأيضا البيئة الاجتماعية التي يريدها القاص هي الأخرى يريدها أن تأتيه من المستقبل.السعيد بوطاجين من مواليد تاكسانة – جيجل- أستاذ جامعي منذ سنة 1982 بالمركز الجامعي عباس لغرور بخنشلة تحصل على ليسانس: جامعة الجزائر دبلوم الدراسات المعمقة، جامعة السوربون، باريس. ماجستير: جامعة الجزائر (سيمياء) دكتوراه دولة: جامعة الجزائر (النقد الجديد) شهادة تعليمية اللغات: جامعة غرونوبل (فرنسا).




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)