خصّصت الصحف الجزائرية حيزا كبيرا من صفحاتها لمستجدات الأحداث التي تعيشها مصر، والتي باتت تتصدّر الصفحات الأولى للجرائد الجزائرية منذ أسبوع. وفي غياب مبعوثين في عين المكان، أجمع مسؤولو مختلف هذه اليوميات على أن وكالات الأنباء العالمية هي مصدرها الأول للمعلومة. تتابع جريدة ''الوطن'' باهتمام تطورات الغليان الشعبي في مصر منذ بداية الأحداث، وتخصص يوميا مقالات تحليلية وحوارات مع الطبقة السياسية المصرية بمختلف أطيافها. وفي هذا السياق يؤكد الصحفي في القسم السياسي في الجريدة، حسان واعلي، أنه استفاد من تغطيته للانتخابات التشريعية في مصر مؤخرا، لربط الاتصال مع أطراف في المعارضة وفاعلين في الحقل السياسي المصري، لتقديم قراءات سياسية عن مستجدات الوضع.
وفيما أرجع واعلي غياب مبعوث لنقل مستجدات الحدث من عين المكان، لطول الإجراءات لدى السفارة المصرية من جهة، وتسارع الأحداث من جهة أخرى، أكد أن وكالات الأنباء العالمية مصدر مهم لمتابعة المستجدات أولا بأول.
من جهتها، تخصص يومية ''الجزائر نيور'' أربع صفحات كاملة لمتابعة غضب الشارع المصري، عنونتها بـ''المشهد المصري''، حسب رئيس تحرير الجريدة، توفيق سيساني، تتقدمها متابعة من عين المكان من ممثل الجريدة الدائم في مصر، إلى جانب المقالات التحليلية التي يكتبها صحفيو القسم الدولي، وأخبار عن آخر التطورات، وكذا حوارات مع فاعلين في الساحة السياسية المصرية. مبرزا أن الأخبار التي ترد في وكالات الأنباء الوسيلة الفعالة الأولى لمتابعة تسارع الأحداث.
وعلى غرار باقي الجرائد تعتمد يومية ''لاتربيون'' في معالجتها للأحداث في مصر، على ما ما تنقله وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية من عين المكان. ويبرز الصحفي في القسم الدولي في الجريدة، مؤمن بلغول: ''نحاول قدر الإمكان متابعة تطور الوضع لتقديم قراءتنا الخاصة، وكذا ربط الاتصال مع أطراف مصرية ومحلّلين سياسيين عرب لمواكبة الحدث''.
أما في جريدة ''المساء'' يرى مولود مرشدي، رئيس القسم الدولي في اليومية، انه في غياب مبعوث للجريدة في عين المكان، تبقى الصورة التلفزيونية أحسن مرجع لمتابعة الوضع عن كثب، مواصلا ''الصورة تنقل ما يحدث بصدق وأحسن من أي تقرير إخباري، لمتابعة تطورات الوضع في مصر''.
ولم تختلف يومية ''الفجر'' عن باقي الصحف في متابعتها الإعلامية للانتفاضة الشارع المصري، ''فوكالات الأنباء العالمية والقنوات الإخبارية المصدر الأول لاستقاء الخبر''، تقول مسعودة طاوي، رئيسة القسم الدولي في الجريدة، مواصلة: ''الأزمة المصرية الجزائرية زادت من صعوبة تغطيتنا للأحداث، وكذا ربط الاتصال مع أطياف الطبقة السياسية في مصر. ورغم ذلك نجتهد لتقديم الأفضل''.
الصحافة العربية
سباق إعلامي بين إسقاط نظام مبارك أو إنقاذه
ازدحمت أحداث مصر، وبلا منازع، على عناوين الصحف العربية، منذ جمعة الغضب حين احتلت الجماهير المصرية ميدان التحرير وسط القاهرة، وهي تحمل شعارات ''أرحل سريعاً يا مبارك!'' هذه الأحداث التي تفاعلت معها الصحافة بطرق مختلفة وتميزت معها مواقف كل صحافة من هذه الأحداث.
فبينما اختارت الصحافة السعودية والكويتية الوقوف مع مبارك وأكدت على رفض المساس بأمن واستقرار مصر ووصفت مايحدث بالفوضى التي تسعى بعض الجهات في مصر لتحقيق مآربهم المشبوهة.
قالت الصحافة الليبية بأن ''مصر لا تستحق هذا التشفي العربي''. وذكرت صحيفة ''الجماهيرية''، إنه في ظل غياب أي موقف رسمي من الأحداث التي اختلط فيها أصحاب الحق بمثيري الشغب، بالمقابل انتقدت الصحف العربية الصادرة في لندن وباريس الرئيس المصري حسني مبارك؛ حيث دعا عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحفية القدس العربي، مبارك إلى الرحيل قائلا في عموده اليومي: ''الرئيس المصري حسني مبارك يرى بلاده تحترق، مثلما يرى الشرر يتطاير من أعين الشباب الغاضب الثائر، ومع ذلك يصر على البقاء في منتجع شرم الشيخ يصدر المراسيم بالريموت كونترول بفرض حظر التجول، وإنزال الجيش إلى الشوارع على أمل البقاء على كرسي الحكم لبضعة أشهر إضافية. وهو الرجل المريض الهرم.''
كما كتبت ذات الصحيفة عن ''استنفار مخابراتي ودبلوماسي في الاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة المصرية. وتحدثت عن اتصالات بين دول أوروبية وقادة جيوش عربية لمعرفة مواقفهم من انتفاضات شعبية. مشيرة بأن الحكومات وأجهزة الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي تعيش حالة من الاستنفار لا مثيل لها. وذلك بسبب التطورات التي تعيشها مصر والتغيرات الجيوستراتيجية العميقة التي يمكن أن تحدث في هذا البلد ومنطقة البحر الأبيض المتوسط في حالة سقوط نظام حسني مبارك ودول أخرى من ضمنها بلدان المغرب العربي.''
أما الصحافة السعودية فركزت على الاتصالات التي أجرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول ''الأوضاع المؤسفة'' في مصر، مجدداً التأكيد على رفض المساس بأمن واستقرار مصر. و''تناول الاتصال تطورات الأوضاع في المنطقة، وما تشهده مصر من أحداث مؤسفة، واكبتها أعمال فوضى وسلب ونهب وترويع للآمنين، واتهمت الصحافة السعودية بعض الجهات التي استغلت مساحات الحرية والتعبير، لإشعال نار الفوضى لتحقيق مآربهم المشبوهة''.
من جانبها، أدانت الصحافة الكويتية أعمال''الشغب'' و''استهداف الاستقرار'' في مصر، كما أكدت وقوف الكويت إلى جانب ''حكومة وشعب مصر''. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن أمير البلاد اتصل بمبارك ''للاطمئنان على الأوضاع في مصر الشقيقة في ضوء التطورات والأحداث الأخيرة التي تشهدها''.
أما الصحف اللبنانية على اختلاف سياساتها وتوجهاتها فخصصت صفحاتها الأولى للثورة في مصر وتطورات الأحداث المتلاحقة في هذا البلد العربي؛ حيث طبع غلاف الأخبار يحمل عنوان ''هنا القاهرة'' لتنتقل منه لإفراد صفحات عدة لـ''ملف خاص'' عن الشأن المصري ''الديكتاتوريات العربية'': بداية النهاية''. وكانت هذه المقدمة: ''واشتعلت في مصر، الحجر الأول، لكنه الأكثر أهمية على مستوى المنطقة، من دومينو تونس. اهتزت الشوارع من سيناء إلى السويس، مروراً بالقاهرة على وقع خبطات أقدام المتظاهرين، ومعها بدأت تهتز أعمدة نظام محصّن بمؤسسة عسكرية.
مصر تطلق سراح ستة من صحفيي الجزيرة
أوقفت قوات الأمن المصرية ستة من صحفيي الجزيرة الإنجليزية أمس، فترة وجيزة بالقاهرة قبل أن تطلق سراحهم، وتصادر كاميرا كانت معهم. جاء ذلك بعد يوم من سحب ترخيص القناة، ومنعها من تغطية مظاهرات المحتجين المطالبين برحيل نظام الرئيس حسني مبارك. والصحفيون هم دان نولان وبرادليت ماكلينان من أستراليا، تريستان ريدمان وسايمون هاريسون وهاني الكنيسي من بريطانيا، خواو دوراتي من البرتغال. وكان وزير الإعلام المصري أنس الفقي قد أصدر، أول أمس الأحد، قرار إغلاق وإيقاف نشاط قناة الجزيرة في مصر، وإلغاء التراخيص وسحب البطاقات الممنوحة لجميع العاملين بها. وردت الجزيرة بالتأكيد على أن ذلك القرار يهدف إلى إسكات الشعب. ووعدت بمواصلة تغطيتها ''المعمقة والشاملة'' للأحداث.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/02/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: سلمى حراز / كريم كالي / الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com