ككل موسم صيف تستعد النوادي الجزائرية بمختلف انتماءاتها لإجراء التربصات خارج الوطن أفواجا نحو تونس والمغرب على الأكثر حيث يكثر الطلب من قبل فرق بطولتي القسم الأول والثاني الاحترافي على برمجة المعسكرات المغلقة في المنشآت والمركبات التونسية بدرجة كبيرة، لما توفره من خدمات متنوعة وبأقل الأسعار وكذا الشأن بالنسبة للهياكل القاعدية بالمغرب، التي تسمح بضمان تحضيرات جيدة قبل الولوج في غمار المنافسة الوطنية.يحدث هذا في ظل غياب المرافق الرياضية في بلادنا التي من شأنها أن تسمح لأنديتنا بعدم شد الرحال نحو الشرق أو الغرب أو حتى إلى أوروبا بحثا عن الاعداد الجيد للمنافسة، من خلال الاستفادة من المرافق المتواجدة بالمركبات الرياضية من ملاعب وقاعات لتقوية العضلات ومسابح ووسائل للاسترجاع وغيرها من الأمور التي يرغب في وجودها الأطقم الفنية للنوادي الجزائرية والتي لا نجد لها أثرا في الجزائر حيث أن الهياكل القاعدية ببلادنا إن وجدت فإنها لا تتوفر على مثل تلك المرافق، ما يجعل الفرق الجزائرية تفضل الحج إلى تونس أو المغرب بحثا عن مركبات بها كل الوسائل الضرورية للتحضير الجيد .
وأصبح من المألوف لدى بعض النوادي المحلية أن تذهب في كل موسم نحو نفس المكان لإجراء التربص وباتت كثيرا من المنشآت الرياضية التونسية والمغربية معروفة جدا عند الأوساط الرياضية بالجزائر .
بما أنها تحتضن سنويا تربصات مختلف الفرق الجزائرية منها مركز برج سدرية وعين الدراهم ومركبات العاصمة التونسية ومركب إفران بالمغرب وقليل من الأندية من يفضل التربص بأوروبا وبالضبط ببولونيا في صورة مولودية الجزائر وشبيبة القبائل.
والملاحظ أن النوادي الجزائرية التي تتربص بتونس في الغالب تسجل نتائج طيبة في مختلف المنافسات الوطنية والدليل هو وفاق سطيف الذي لازال يسيطر على البطولة الوطنية بعدما يحضر لها في تونس وقد اعتاد على الرحيل إلى هناك في كل موسم، لكن هذا القول قد لا يكون منطقيا إذا ما علمنا أن بعض الفرق التي حضرت بتونس وجدت صعوبة في التأقلم مع أجواء البطولة بل كادت أن تسقط في صورة مولودية وهران، التي جددت رغبتها في التنقل إلى تونس للقيام بمعسكرها المغلق هناك، حيث من المفترض أن تتنقل إلى هناك في 22 من الشهر الجاري.
* أموال النوادي تضخ في خزائن المركبات التونسية والمغربية
الرحيل الجماعي لنوادينا نحو المشرق والمغرب ليس مفيدا من حيث الجانب الاقتصادي والسياحي للجزائر ، ذلك أن خزائن تونس والمغرب ستستفيد من أموال ضخمة تدرها مختلف الأندية الجزائري عليها وبالعملة الصعبة، حيث أن قيمة التربص بإحدى المركبات التونسية ولمدة أسبوعين تقدر ب 750 مليون سنتيم، وإذا إحتسبنا عدد الفرق الجزائريةالتي تتوجه إلى تونس لإجراء تربصاتها والتي لا تقل عن 16 فريقا فإن المركبات التونسية تحقق بدون شك أرباحا مالية معتبرة بفضل سياسة الماركيتينغ التي تستعملها في انتداب النوادي الجزائرية إليها سنويا، وتركهم لبلادهم التي تتوفر على مناطق سياحية رائعة من شأنها أن تعود بالفائدة على الفرق المحلية إذا ما فضلت اقامة معسكراتها فيها على غرار مركب تيكجدة الجبلي وتسالة بسيدي بلعباس و« الكرابس» بعين الترك بوهران ، هذا الأخير لطالما احتضن معسكرات مغلقة لعدة أندية من الأقسام السفلى بقيمة مالية لا تفوق ال 50 مليون في 10 أيام.
لكن غياب ثقافة السياحة الرياضية ببلادنا ساهم بقسط كبير في هجرة فرقنا الجزائرية إلى الدولتين الجارتين من أجل التنعم بالخدمات المتنوعة التي تقدمها مركباتهم الرياضية.
*حتمية إنجاز منشآت رياضية بالجزائر
وأمام هذا الوضع بات من الضروري بل من اللازم على الدولة الجزائرية أم تسارع من أجل إنجاز العديد من المركبات الرياضية السياحية في مختلف المناطق بالوطن من أجل استدراج نوادي الأقسام المحترفة والهاوية على التوجه إليها والاستفادة من خدماتها وبأقل تكلفة وبالعملة الوطنية حتى تفيد وتستفيد وتعود بالفائدة على الجميع بدل من إهدار المال العام في اعداد تربصات مغلقة خارج الوطن، وضمان بذلك مداخيل مالية هامة لصالح الخزينة العمومية، مع توفير مناصب شغل للمئات من الشباب الجزائري العاطل وتقليص المصاريف.
فالاحتراف الحقيقي هو أن يكون لكل ناد يلعب في القسم الأول أو الثاني مركبا رياضيا كاملا يقيم فيه تحضيراته .
* فرق محترفة بدون ملاعب
مثلما هو الشأن بالنسبة للترجي التونسي والنادي الافريقي والنجم الساحلي والأهلي والزمالك المصريين والوداد والرجاء الغربيين، غير أنه لحد الآن ولا فريقا جزائريا استطاع أن ينجز مركبا رياضيا بسبب عدم إمتلاك الغالبية لقطع أرضية يقيمون فيها هذه المشاريع بسبب تواضع ميزانية أغلب النوادي التي لم تتلق أية مساعدة في هذا الشأن من قبل « الفاف»
وعليه فإنه لا يمكننا أن نطلق على بطولتنا بالبطولة الاحترافية في ظل غياب مدلوله لدى أغلب نوادينا التي بعضها مع الأسف لا يملك ملعب لإستضافة المباريات والبعض الآخر تملك منشآت رياضية لكن خزائنها خاوية على عروشها وعجزت عن تسوية مستحقات لاعبيها ولم تسمع أن فريقا محترفا في أي منطقة من العالم لم يدفع أجور لاعبيه إلا في الجزائر فأي احتراف هذا ؟ وإسألوا إن شئتم لجنة فض النزاعات على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كم منحت التسريحات للاعبين الذين جاؤوا إليها يشكون أنديتهم المحترفة من عدم تلقيهم لأجورهم الشهرية.
مهما يكن فإن أغلب أنديتنا كمولودية وهران، الجمعية ، وداد تلمسان والبقية تكون قد أعدت العدة اللازمة من أجل الشروع في التنقل صوب مدينة تونس لاعداد معسكراتها هناك ولو كان ذلك على حساب دفع أموال باهظة، والتي قد تكون مفيدة من الجانب الرياضي للبعض ويتخذها البعض الآخر للسياحة والاستجمام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م بوعزة
المصدر : www.eldjoumhouria.dz