كل مناسبة ثقافية أو فنية إلا و تولدت منها عن قصد أو دون قصد أسئلة محيرة ، عبثا نبحث لها عن جواب شافي ، والعجيب أن أهل الشأن أنفسهم من المثقفين والفنانين هم من يثيرونها بالاستفسار عن سر تكراّر (بعض) الأسماء دون غيرها في مثل هذه المحافل الثقافية والفنية في شكل احتكار أصبح أمرًا ملحوظًا و مزعجا لحد ما ، ما يجعلنا نتساءل بدورنا : ألا يوجد غيرهم في الساحة الفنية ، أو أنه لا يوجد من يرغب في المشاركة لجنبهم لسبب من الأسباب .
من هذا المنطلق خرجت أبحث عن من هم في الظل ، وما أكثرهم على حد علمي ، و كان رأس الخيط من مدينة الأغواط و بالضبط بالقرب من مكتب الحالة المدنية '' المعمورة ''، ورشة صغير للفن التشكيلي يشترك فيها ثلاث فنانين شباب من خيرة مواهب الأغواط مدينة الفن و التراث و الثقافة ، استقبلونا على فطرتهم بطيبة وسماحة ، وكان حديثنا في اقتضاب لضيق المكان على عكس قلوب أهل المكان ، تعرفنا على : بن خيرة مصطفى 36 سنة عصامي في الفن التشكيلي ، سبق له وان نال فرصة المشاركة في معرض أقيم بمناسبة افتتاح المكتبة البلدية بلحويطة الأغواط ، هذا الفنان المبدع في تقنية قلم الرصاص يهوى المدرسة الواقعية التي يخشاها الكثير من من يتطفلون على الفن ، يرسم مصطفى بورتريهات بمهارة لمحبي تقنية قلم الرصاص كما له لمسات و إرهاصات في الباستيل .
بن خيرة مصطفى
عرفنا بدوره على ميلود بلعمري صاحب 25 ربيعا ممثل مسرحي و تشكيلي يختص في بعض الفنون التطبيقية كالرسم على الزجاج بمواضيع تنقلنا عبر الزمن إلى عصر اشتهر فيه ( الرسم وتنسيق الزجاج الملوّن) كأحد أعمدة فنّ العمارة الإسلامية العريقة، و التي تركّز استخدامها في البدايةً على تزيين زجاج المساجد، مطلع العصر الأموي، وليس انتهاءً بالعصر العثماني، حيث اختلفت مكامن الإبداع فيه واختلطت نتيجة تداخل الحضارات كالحضارة الفارسية والتركية.. التي احترمت عقلية المسلم وعقيدته حتّى في فنه..
ميلود بلعمري
فناننا ميلود بلعمري يشاركه في الورشة و في الاختصاص زميله: الفنان التشكيلي و الطالب الجامعي بن برطال حسان صاحب 25 سنة والذي أبدع في ما جادت به أنامله واستقر في خاطره من أفكار فنية ، ثلاثتهم يتقاسمون الإبداع و الإحساس بالجمال و إيجار ورشتهم الصغيرة الذي تجاوز 12000 دج .
بعد جلسة حميمية استمتعت بها مع أهل الفن و قبل أن أغادر هذا المرسم و المعرض المفتوح على الشارع الأغواطي أردت أن أعرف مشاريعهم الفنية و المعارض التي ينوون المشاركة فيها فكان جواب أحدهم مفحما : ( لكن متى و أين و كيف ) على عفوية الجملة وقصرها كانت تحمل هما كبيرا وثقيل فهمت منه عمق التهميش الذي لحق بهم ، واستطرد الثاني قائلا : (لا أحد يدعونا ، وأصلا لا تصلنا المعلومة في الوقت المناسب نسمع بالخبر يوم الافتتاح بل و ربما يوم الاختتام ).
هنالك أجبتهم في أعماق نفسي : سوف تشاركون في المحافل الثقافية و الفنية حين تريد الجهات المعنية ذلك ، وقد يستلزم الأمر زلزالا في المفاهيم و العقليات أو قد يتطلب الأمر ثورة في قطاع الثقافة و الفن، تزيح عنا و عنكم جاثمين الدينصورات التي لا تكاد تفقه فنا ولا ثقافة و تملي علينا من عليائها أنه لا أحد غيرهم يعرف الفن و يتقنه ولا أحد يصلح لتسيير شؤون الفن والثقافة في هذا المكان و الزمان غيرهم كقدر محتوم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أحمد شريكي
المصدر : www.djelfa.info