في عرضه الأولي كونسرتو لذاكرتين حرب بين الضمير والواجب

يعود الفيلم الوثائقي كونسرتو لذاكرتين للمخرج الشاب مناد مبارك، إلى أيام الثورة  التحريرية في تراجيديا تاريخية مؤثـرة، تجمع وجهين مختلفين لصراع البقاء بين جزائري رفض الاستعباد وجندي فرنسي.
تجمع كاميرا المخرج مناد مبارك في فيلمه الوثائقي كونسرتو لذاكرتين ، الذي عرض شرفيا، مساء أول أمس، بالمركز الثقافي الفرنسي في 55 دقيقة، بين المجاهد ميقاشر صالح، أو عمي صالح، والجندي الفرنسي ميشال تيسو الذي التحق بالخدمة في الجيش الفرنسي في سن الثامنة عشر، ووجد نفسه أمام مرآة مكسرة تتصارع شظاياها بين الضمير الإنساني وتلبية واجب الوطن.
ويطرح الفيلم إشكاليات وفرضيات تتعلق بمصير هذين الرجلين، وكيف كانت أحلامهما لتكون، لو لم تكن هناك حرب واستعمار وظلم إنساني، في مواجهة بين التاريخ والذاكرة بعين الحاضر.
وينطلق سيناريو الفيلم من إحدى قرى تيزي وزو، أين كانا الاثنان يتواجهان كأعداء في جبال جرجرة. يقول ميشال تيسو كنت ضد الحرب، لقد علمتنا أن نقتل ثم نثمل لكي ننسى آلامنا... عندما يقتل أحد من أصحابنا ننتقم من الأفالان ، بالنسبة لميشال الألم كبير لا يمكن أن يتخلص من صور قتل الأبرياء خاصة أنه كان رافضا للحرب .
ويتذكر عند قدومه إلى القرية والتقائه بالأطفال الخائفين كنا نتصرف في الجزائر مثل النازيين بالضبط ، ليعترف بعدها بقوله هناك عدد من الجنود انتحروا لهول ما كان يحدث، والذين بقوا على قيد الحياة أمضوا أيامهم في المستشفيات ، ليخلص في الأخير إذا أردنا الصداقة مع الجزائر، يجب أن نقول الحقيقة، أن نصفي الذاكرة ونذهب إلى الآخر .
وتتغذى الحرب من الكراهية بالنسبة لعمي صالح.. عندما يقتل كل أهلك فهذا يزرع الكره، ولا يمكن بعدها توقيف الحرب.. في السلم نحن نحاول أن نتجاوز هذا الشعور ، ليؤكد بنوع من الحكمة المليئة بالسخرية من الأقدار كيف يصادق النواب الفرنسيون على قانون 2005 ويمجدون الاستعمار الذي قتلنا وأهاننا ثم يبحثون عن الصداقة، لا يجب أن ننسى أن هذه الحرب كانت قاسية، والشعب الجزائري كان مستعبدا ، ليرد تيسو عليه كان واضحا أننا كنا ضد الحرب، وأدركنا أننا على حق، كان على السياسيين الفرنسيين أن يوقفوا آلة الموت .