الجزائر

في ظل غياب جهة تتكفل برفعها



في ظل غياب جهة تتكفل برفعها
أميار يحمّلون مؤسسة هيربال المسؤولية
هيربال ترد: نحن غير مسؤولين عن جمع الجيفة
تتعرض العشرات من الحيوانات يوميا للدهس أو حوادث أخرى ما يأتي على حياتها، غير أنه وبعد وفاتها لا تجد من يقوم بإزاحتها من الطرقات والتكفل بحملها وإبعادها عن الأنظار، لتبقى بعين المكان لتتعفن بعد ذلك وتنتشر رائحة الجيفة منها على نطاق واسع ملوثة بذلك المحيط، ومثيرة بذلك اشمئزاز الأشخاص لمظهرها ولرائحتها الكريهة القوية التي لا تحتمل.
حيوانات تموت جيفة في الطرقات
تحولت بعض الطرقات عبر مختلف ولايات الوطن كمقابر مفتوحة تتمدد على جوانبها حيوانات ميتة تزعج المارة وحتى السائقين وتعرقل أحيانا حركة المرور وتتسبب في حوادث خطيرة، لأن المصالح البلدية المكلفة بالنظافة لا تقوم بجمعها في أغلب الأحيان إلا بعد أن تتحلل وتتعفن لكن المصالح المعنية تحمل المسؤولية للمواطنين لأنهم لا يهتمون بها أصلا، فلا ينتبهون لضرورة التبليغ المبكر عنها وإذا فعلوا فيكون ذلك بعد أن تتعفن وتبدأ في نشر روائحها الكريهة وأعداد لا تحصى من أنواع الجراثيم والميكروبات التي يمكن أن تتسبب في أمراض وأوبئة للمارة وخاصة السكان الذين يقيمون قرب هذه الطرقات، وهو ما اعرب عنه نور الدين الذي التقينا به خلال جولتنا الاستطلاعية عبر شوارع واحياء العاصمة. ومن جهته، يضيف منير: كثيرا ما شهدنا هذه المشاهد بالطرقات السريعة، حيث تعترض طريق سائقين مسرعين يصعب عليهم بسبب أو لآخر تجنبها وعدم دهسها، ليتركوها في لمح البصر غارقة في دمائها وسط الطريق ويكملون مسارهم غير مبالين بها، وتتوالى عليها العجلات المهرولة، بالإضافة إلى حيوانات أخرى تموت لأسباب مختلفة وتبقى جثثها مرمية لأيام وأحيانا لأسابيع طويلة، لتنهشها الحيوانات المتشردة وتتحلل شيئا فشيئا ناقلة رائحة نتنة تنتشر في الجو بفعل الرياح، مما يشكل خطرا كبيرا على الصحة العمومية وعلى نظافة المحيط غير انه لا يوجد من يحملها ويزيحها عن الطريق للتخلص من الروائح الكريهة .
أميار يحمّلون مؤسسة هيربال المسؤولية
وفي خضم هذا الواقع السائد بالعديد من الطرقات والتي لا يلتزم فيها عمال النظافة بالتقاط بعض النفايات أو انتشالها من الأرض لاسيما جثت الحيوانات المتعفنة التي يتم دهسها في الطريق فتبقى كذلك حتى يظهر هيكلها الداخلي، ولا يخفى للجميع المناظر المقززة التي تستبق ظهور الهيكل والرائحة الكريهة التي تنطلق من تحلل جثت الحيوانات. وهو المظهر الذي غالبا ما نصطدم به على حواف الطرقات التي نستعملها بصفة يومية من اجل العبور، ويا له من منظر بشع حتى هناك من يتفادى العبور من بعض الطرقات لأيام بسبب تلك الظاهرة المشينة، اتصلنا ببعض الاميار لمعرفة الجهة المسؤولة عن رفع هذه الحيوانات من الطرقات ليقول في هذا الصدد حمزة كمال، رئيس بلدية دالي إبراهيم، في اتصال ل السياسي ، أن مصالح البلدية لدى تلقيها اتصال من المواطنين بشان تواجد حيوانات ميتة بالطرقات، تقوم بدورها بالاتصال بمؤسسة هيربال المتخصصة في النظافة والتطهير لحمل الحيوانات. ومن جهته، أوضح مبارك عليق، رئيس بلدية الحراش ل السياسي ، أن البلدية غير مسؤولة على رفع الحيوانات الميتة أو الحية، بحيث أن مؤسسة النظافة والتطهير هيربال هي من تشرف على رفع الحيوانات والاهتمام بها. وفي ذات السياق، اوضح دحمان سليني، رئيس بلدية العاشور، في اتصال ل السياسي ، أن مصالح البلدية ولدى تلقيها اتصالات من المواطنين تفيد بتواجد حيوانات ميتة تقوم بإرسال عمال النظافة ورفعها وإزاحتها عن الطريق، وأضاف المتحدث أن مؤسسة هيربال هي المكلفة برفع الحيوانات الميتة والضالة ونحن نتطوع في غالب الأحيان بغرض نظافة الأحياء والحفاظ عليها.
هيربال ترد: نحن غير مسؤولين عن جمع الجيفة
وفي اتصال من جريدة السياسي لمؤسسة هيربال المتخصصة في النظافة والتطهير، أوضحت مسؤولة بالمؤسسة بأن المؤسسة لا تقوم بحمل القطط والكلاب الميتة من الشوارع والتي تحولت الى جيفة باعتبار أن الأمر خارج صلاحيتها، مشيرة إلى أن المؤسسة تقوم بحمل الحيوانات الضالة فقط التي تهدد الأشخاص.
تميم: روائح الحيوانات الميتة تسبب الأمراض
وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه ببقاء الحيوانات الميتة بالطرقات لغاية تعفنها وانبعاث الروائح الكريهة منها وتضارب الاراء بين السلطات المحلية ومؤسسة التطهير والنظافة هيربال ، أكد فادي تميم، ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بمكتب الشرق، في اتصال ل السياسي ، أن الحيوانات الميتة يجب أن تخصص لها المصالح المختصة المتمثلة في البلدية عمالا خاصين يقومون بحملها وإزاحتها عن الطريق والقيام بدفنها كي لا تنبعث منها الروائح الكريهة ورائحة الجيفة، لأن هذه الحيوانات يمكنها التسبب في الأمراض الخطيرة والأوبئة الخطيرة التي تهدد سلامة الأشخاص.
مختصون: أمراض وأوبئة خطيرة تهدد المواطنين
وفي سياق متصل، أوضح سمير سنون، طبيب بيطري، في اتصال ل السياسي ، بأن الحيوانات الميتة لا تشكل خطورة أثناء تواجدها فوق الأرض، إلا في حالة الاحتكاك المباشر بها او لمسها ما قد ينقل البكتيريا للأشخاص ونقل الأوبئة والأمراض الخطيرة لهم، أما إذا لم يتم الاحتكاك بها فلا ضرر في ذلك سوى ما تسببه من روائح كريهة، بحيث أن خطورتها تكون خلال الثلاثة الأيام الأولى أين تكون في مرحلة التعفن وهنا يجب تفادي لمسها ومن ثم فهي لا تشكل خطر. ومن جهته، أضاف فتحي بن أشنهو، خبير في الصحة العمومية، في اتصال ل السياسي ، ان الحيوانات الميتة يتوجب دفنها تحت التراب وإبعادها تماما، لأن بقائها فوق الأرض يسبب انتشار الروائح الكريهة المزعجة التي لا تحتمل، كما تسبب انتشار الحشرات الضارة على غرار البعوض والذباب والتي قد تحمل الأوبئة للأشخاص، لذا يجب التخلص منها بدفنها لتجنب الروائح الكريهة وتعفنها وهذا دور المصالح المختصة والتي يجب عليها أداء دورها وإزاحة الحيوانات عن الطرقات.
إمام: يجب إكرام الحيوان الميت
أوضح الشيخ بن حليمة، في اتصال ل السياسي ، أن الحيوانات ولدى دهسها يتوجب إزاحتها من الطريق وإبعادها عن الأنظار حتى لا تؤذي الأشخاص لشكلها التي تصبح عليه، أو برائحتها الكريهة القوية التي تحبس الأنفاس. ومن جهة أخرى، فإن الحيوانات مخلوقات وكائنات كغيرها فلا يجب تركها ميتة بالطريق فإكراما لها يتوجب إبعادها أو أقله إبلاغ الجهات المختصة للقيام بحملها وإبعادها عن الطريق. ورغم خطورة هذا الأمر، يبقى معظم الأشخاص المسئولين عن انتشار هذه الظاهرة الخطيرة على البيئة والصحة دون رقابة، خاصة أن بعض السائقين يتعمدون قتل الحيوانات التي تعترض طريقهم دون أدنى محاولة لتجنبهم ويرتكبون بذلك جرائم حقيقية في حق الحيوانات والبيئة التي يلوثونها من خلال جثث تستغرق وقتا طويلا لتتحلل كليا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)