كثيرا ما نتحدث عن أزمات الطعام والشراب وما جاورها من أزمات، ونعمل على التعاطي معها بجدية واضحة، شوفوا كيف أن الشارع جعل من غلاء الزيت والسكر سببا للانتفاض، وكيف أن الحكومة حكمَها الرعبُ من ذلك فتراجعت عن التسعير الجديد في ساعات، لكننا لا ننتبه أصلا، وإذا انتبهنا فلا نتحرك حتى بوتيرة السلحفاة إلى أزمات معنوية تمسّ الإنسان فينا لا بطنه فقط، ومنه فهي أخطر في نظر العقلاء، يبدو أن الحديث عن العقل في الجزائر بات مزعجا للشارع والحكومة معا، فالحكومة تقرر وتنفذ خارج العقل، والشارع يحتج خارج العقل، والنتيجة أن السؤال الذي طرحه المرحوم بوضياف مباشرة بعد الاستقلال: الجزائر إلى أين؟، لم يفقد دواعي طرحه بعد نصف قرن من الاستقلال، هل ندرك ما معنى أن يبقى سؤال ما قابلا لأن يطرح نصفَ قرن كاملا؟، طبعا لا ندرك لأننا لو كنا ندرك لما وصلنا إلى لحظة نحرق فيها بيت العقل.. المدرسة احتجاجا على جوع البطن، أم ترانا ندرك ولا نريد أن ندرك أننا ندرك حتى لا نتحمل المسؤولية التاريخية أمام أنفسنا وأمام الآخرين؟، العزاء الكبير في هذا كله أن كل شاة تعلق من عرقوبها حين يحاسب اللهُ ويحاكم التاريخ.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/01/2011
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : صوت الأحرار
المصدر : www.sawt-alahrar.net