أدى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، صباح أول أمس صلاة عيد الأضحى المبارك بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة وسط جمع من المواطنين في جو من السكينة والخشوع، وتلقى بالمناسبة تهاني العيد من كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد بالجزائر وجموع المواطنين.
واستمع الرئيس بوتفليقة إلى جانب جموع المصلين بالمسجد الكبير إلى الإمام الخطيب الذي أكد في خطبتي العيد، أن عيد الأضحى المبارك يعتبر تتويجا للعشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ويأتي بعد وقفة عرفات التي تستبشر فيها نفوس المؤمنين بالتقرب إلى المولى عز وجل وذلك بنحر الأضحية، اقتداء بسنة سيدنا إبراهيم وأسوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أوضح الخطيب أنه في يوم النحر تتجلى أسمى معاني التضحية التي قام بها سيدنا إبراهيم خليل الرحمان، وابنه إسماعيل امتثالا لطاعة الله تعالى، الذي فدى ابنه بذبح عظيم، معتبرا ذلك إيذانا بإبطال عادات الجاهلية الأولى، التي كانت تقدم فيها النفوس البشرية قرابين للأوثان.
وبعد أن ذكر بأن هذا العيد يقترن مع احتفالات الشعب الجزائري باندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، دعا الإمام إلى عدم تغيير الأهداف التي ضحى من أجلها الشهداء والحفاظ على الوعد من أجل تنمية الجزائر وتطويرها من خلال إرساء قواعد العدل والحرية قصد الارتقاء إلى مرحلة العلم والنور والضياء، مؤكدا في نفس السياق ضرورة القيام بإصلاحات شاملة تشمل كافة مقومات الأمة الجزائرية ونبذ الخلافات بين أبناء الوطن الواحد تجنبا للفتن وانتشار الرذائل في المجتمع.
كما اعتبر، من جهة أخرى، وضع رئيس الجمهورية حجر الأساس لبناء جامع الجزائر دليل على العهد الصادق لإعلاء الهوية الوطنية الإسلامية، التي أراد الاستعمار العبث بها وطمسها. وفي الأخير قدم الإمام الخطيب التهنئة إلى الشعب الفلسطيني بمناسبة انضمام فلسطين إلى منظمة ''اليونيسكو''.
وكان توزيع الهدايا على الأطفال مبادرة تضامنية أخرى من طرف قافلة الأمن الوطني التي استقبلها أطفال القرية بابتسامة تعبيرا عن شكرهم لها. كما تم تقديم هدايا للأمهات (المربيات) اللاتي يتكفلن بـ14 عائلة على مستوى القرية عرفانا لهن بالعمل الذي يقمن به والمحبة والحنان اللذين يوفرنهما لـ180 طفلا محروما من الدفء العائلي موجودا بالقرية.
وبعد توزيع الهدايا والألعاب للصغار والعطور للكبار تقاسم ضيوف القرية أهم لحظة في هذا اليوم وهي حضور نحر الأضحية. وبالرغم من تساقط المطر كان الجو احتفاليا وتم نحر الأضحية في جو عائلي حسب التقاليد الجزائرية. وأكد مدير المؤسسة السيد عبد الحميد بلحاجي أن كل عائلة بالقرية استفادت من كبش العيد بحيث تهافت المحسنون لتقديم الأضاحي إلى حد أن عدد ها فاق عدد عائلات القرية.
شارك وزير التضامن الوطني والأسرة السيد سعيد بركات، أمس الاثنين، فرحة إحياء عيد الأضحى المبارك مقيمي ديار الرحمة ببئر خادم ومركزي الأشخاص المسنين بدالي إبراهيم ورعاية الأحداث بالأبيار بالجزائر العاصمة.
وبديار الرحمة ببئر خادم، جدد السيد بركات إرادة قطاعه في رعاية مختلف الفئات المقيمة بهذه الديار، وتبادل أطراف الحديث مع عدد من المقيمين في أجواء حميمية سائلا إياهم أحيانا عن ظروف إقامتهم وحياتهم اليومية ومبديا أحيانا أخرى اهتماما بانشغالاتهم واحتياجاتهم الصحية و الترفيهية.
وبمركز الاشخاص المسنين بدالي ابراهيم أين خيمت أجواء من الفرحة والبهجة صنعتها النساء المقيمات، أكد الوزير وهو يتحادث مع البعض منهن حول طاولة القهوة والشاي والحلويات التقليدية الجزائرية بالمجهودات التي تبذلها الجهات المعنية في سبيل تحقيق ظروف الحياة الكريمة لمختلف الفئات الهشة من المجتمع الجزائري.
وعبرت عدد من المقيمات من جهتهن عن سعادتهن بإحياء عيد الأضحى وهن يتمتعن بالصحة والعافية غير أنهن أكدن وعلامات الحسرة بادية على وجوههن على أن ''حلاوة" مثل هذه المناسبات ''لا تكتمل الا بوجود الاهل والاقارب".
أما بمركز رعاية الأحداث بالابيار، فقد عبر السيد بركات عن ارتياحه للجهاز المؤطر لهذه الفئة بالنظر إلى النتائج ''الهائلة'' التي سجلها المركز من حيث انضباط الاطفال ونتائجهم التعليمية ''وهو ما جعلهم اجتماعيين أكثر من ذي قبل''.
كما أشاد في نفس الوقت بالجو العام الذي يسود المركز في كل زيارة يقوم بها له بدليل -كما قال- ''الابتسامة العريضة والبريئة'' التي يراها على وجوه الاطفال.
وفي هذا السياق؛ قال بأن قطاعه يسعى إلى أن يجعل من مثل هذه المراكز عبر كامل التراب الوطني ''فضاء عائليا حقيقيا ينعم فيه الجميع بالراحة والطمأنينة والسعادة خاصة عندما يتعلق الأمر بمثل هذه البراعم التي نعول عليها في المستقبل''.
تاريخ الإضافة : 07/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : وبالمركز ذاته حضر السيد بركات عملية نحر كبش العيد اقتداء بسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وهو ما أضفى شعورا رائعا من الفرحة لدى الأطفال الذين سعدوا كثيرا لمثل هذه الالتفاتة وحرصوا في الأخير على أخذ صورة جماعية تذكارية.
المصدر : www.el-massa.com