الجزائر

في رحاب مدرسة رمضان العلاجية



في رحاب مدرسة رمضان العلاجية
ينسب الله الصوم إلى ذاته نسب تشريف، وإن كانت العبادات كلّها له، كما نسب البيت إلى نفسه تشريفًا له، والأرض كلّها له، يورثها مَن يشاء من عباده. هذا هو الصّيام الّذي أراده الله لكم {لعلّكم تتّقون}، لهدف هو التّقوى الّتي سلك الدّين إليها سبلاً كثيرة، ووضع لها وسائل عديدة، منها الصّيام. وإذا لم يتوافر للمؤمن شعور بتقوى الله في نهاية صومه، فليعلم أنّه قد أخلّ بعمله، فلم يؤد العبادة على وجهها الصّحيح الّذي يحدث التّقوى. إنّ الصّيام سرّ بين العبد وربّه، وجدير بمَن تعوّد هذه الحال أن يجعل أكثر أعماله سراً بينه وبين الله. ولذا، رأينا الدّين يأمر بالتزام هذا الأدب في الصّدقة: ''ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تُنفِق يمينه''. وجعل هذا الصنف من الأبرار، مع السبعة الّذين يظلّهم الله تحت ظلّ عرشه يوم القيامة. كما يأمر بالتزامه في ذِكر الله، قال تعالى: {واذْكُر ربّك في نفسك تضرّعًا وخيفة} الأعراف .205 فالصّائم الّذي التزم أن يجعل عبادته بعيدة عن الرياء، تتحقّق له التّقوى في غير الصّوم، كالذِّكر والصّدقة وغير ذلك من أفعال البرّ. وقد أمرنا الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، أن نستخدم الصّوم والجوع سلاحًا ضدّ الشّيطان، وحذَّر من الشّبع وعواقبه، وسار على ذلك الصّحابة المهديون والموفقون من بعدهم رضوان الله عنهم أجمعين.
قالت السيّدة عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، فيما رواه الإمام البخاري رحمه الله: ''أوّل بلاء حدث في هذه الأمّة بعد نبيها الشّبع، فإنّ القوم لمّا شبعت بطونهم سمنت أبدانهم، فضعفت قلوبهم وجمحت شهواتهم''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)