الجزائر

في ربع الساعة الأخير !



في ربع الساعة الأخير !
بقلم: خيري منصور*الغربان وحدها تعرف اين سوف تنعق وفوق أية أطلال بعد ثلاثة عقود إذا استمرت المتوالية العربية على هذه الوتيرة فالأغنياء الذين طالما سال لعاب الفقراء على ثرواتهم بدأوا يفتقرون ويتراجع منسوب الرفاهية بحيث قد يصل إلى حد الشظَف والتقشف أما الفقراء فهم على موعد مع الإدقاع والفاقة بحيث يتحولون الى مُتسولين بلا أية أقنعة تحفظ ما تبقى من ماء الوجه !ومن لا يقرع كل ما لديه من أجراس مُنذرا قومه بالهلاك فهو متواطئ مع الأعداء إن لم يكن خادما لاستراتيجيتهم سواء أدرك ذلك أو كان آخر من يعلم ! وإذا كان لا بد لنا أن نحتكم إلى الأرقام كي نخرج عن ثنائية التفاؤل والتشاؤم فهي الآن مبذولة للجميع وعلى الأرصفة.وما رصد للتنمية انتهى إلى إنفاق سفيه على كل ما من شأنه أن يؤدي إلى أنيميا قومية وبالتالي فقدان مناعة يتيح لكل ما هو هاجع من الفيروسات الطائفية والجهوية أن ينهش العافية ويُسرطنها !وذات يوم سيتعرض جيلنا إلى مساءلات سياسية وأخلاقية وثقافية من الجيل القادم الذي سوف يرث حمولة لا يقوى عليها من مديونيات اقتصادية وثقافية وما له علاقة بالاستقلال بمعناه الدقيق وليس بالمعنى الكرنفالي الذي ينتهي عند علم ونشيد !إن من لا يتواطأ ولا يرتشي من هذا الواقع الذي بلغ حدا مروّعا من الاستنقاع سيكون من حقه أن يقول اللهم اشهد فإني قد بلّغت لكنه عندئذ لن يسلم من المساءلة لأنه قال ولم يفعل ولجأ إلى أضعف الإيمان في ذروة الاستبداد والاستعباد.إنها متوالية كارثية بكل المقاييس بحيث يصبح الاختيار قدرا بين السيء والأسوأ والأشد سوءا هذا بالرغم من قناعتي بأن التدارك ما يزال ممكنا وما زال هناك بقية من الرحيق في هذا اليباب كما قال شكسبير... ومن كانوا عربا مستعربة وعاربة قد ينتهون إلى عرب غابرين وغاربين !!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)