الجزائر

في درج المكتب.. قنبلة



في درج المكتب.. قنبلة
نقطة صدام
يكتبها/ أسامة وحيد
أحد أميار الجمهورية ممن انتهت عهدته بولاية سيدي بلعباس، خلف بدرج مكتبه تركة من نوع متفجر لمن خلفه في منصبه، فبدلا من ملفات تسيير عالقة تتعلق بألغام على كافة جبهات العبث الاجتماعي، حيث السكن والرشوة والبطالة، عثر المير الجديد على ثلاث قنابل يدوية بدرج المكتب. والحكاية ليست نكتة مبتذلة لا تحدث إلا في أفلام الكوميديا العالمية، ولكنها حقيقة مطلقة عن ثلاث قنابل رابعها مسؤول مسكين وجد نفسه في مكتب مقنبل، حيث كان يكفي خطأ بسيط في فتح درج المكتب حتى تنفحر البلدية على رأس من فيها..
هذا هو وضعنا المبكي بكافة قنابله الظاهرة والمستترة. فبغض النظر عن الحجة التي سيبرر بها صاحب القنابل المنسية، ترسانته الحربية التي كان يستعملها للزينة وربما للاستعانة بها في التصدي لأي طارئ غاضب للمواطنين، والتي قد تصل إلى تهديدهم بالتفجير الجماعي، إذا ما تطاولوا عليه. بغض النظر عن ذاك فإن الثابت أن المير السابق لبلدية بوناب ببلعباس فهم أن لا حل للقنابل الاجتماعية الموقوتة، والتي يمكن أن يطال شررها حتى مكتبه، إلا ذخيرة حربية توضع في درج المكتب كمخرج أخير لأي انفجار اجتماعي يقابله في الجهة الأخرى قنابل مسيلة للدموع و”الضلوع”، أصبحت هي الحصن الحصين لسلطة آخر زمن..
ليس هناك من وصف لما يجري من “قنبلة” لمصير وطن، رهنوه في أدراج مكاتبهم المكيفة، سوى أن وضعنا أصبح بائسا إلى درجة النكتة التي “تفجر” القلب من الضحك على ما آل إليه زمن في درج مكتبي قنبلة.. هم اهتدوا إلى ” قنابل” مكتبية، والشارع أصبح عبارة عن هراوات وسيوف متنقلة.. أما المواطن، الذي لا حول له ولا “قنبلة” سواه، فقد حجز له مكانا مرموقا بين القنبلة و”السندان”.. فجرتمونا بالضحك فواصلوا مسيرة التفجير، كنا نطالب بنزع مسدسات نواب البرلمان فاكتشفنا في بلاد “توم وجيري”.. أن للأميار قنابل يدوية. فاحذر أن تغضب ميرا أيها المواطن الأعزل، ففي الدرج “قنبلة”!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)