الجزائر

في ختام احتفالية ''النوبة''‏تلمسان تستحضر دالي وطيطمة




أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز على ضرورة تجنيد كل الطاقات الوطنية لإنجاح فعاليات المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليزاريو المقرر عقده في الفترة الممتدة من 15 إلى 19 ديسمبر المقبل تحت شعار''الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل'' بمنطقة تيفاريتي المحررة.
وقال الرئيس الصحراوي في اجتماع موسع ان النظام المغربي ''منزعج من استمرار الانتفاضة في المناطق المحتلة وصمود الجماهير الصحراوية في مخيمات العزة والكرامة والتفافها حول جبهة البوليزاريو كونها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي''.
وأشاد بالدور الذي تلعبه انتفاضة الاستقلال في ''تأجيج حضور القضية الوطنية على الساحة الدولية والجهوية والزخم الإعلامي الذي تركته مما أماط اللثام عن الحصار والوجه البشع للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية''. وقال إن الانتفاضة السلمية تشكل ''سلاحا بتارا وورقة رابحة'' يمكن المراهنة عليها لتحقيق الاستقلال الوطني''.
وبدأت الندوات التحضيرية لهذا المؤتمر على مستوى المهجر فيما ينتظر الشروع في تنظيم الندوات السياسية خلال النصف الثاني من الشهر الجاري.
ويعتبر المؤتمر الهيئة العليا في تنظيم جبهة البوليزاريو الذي تصدر عنه القرارات والمواقف بشأن الميادين السياسية والتنظيمية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية.
ويشارك في المؤتمر الذي ينعقد كل ثلاثة أعوام المناضلين المنتخبين وأعضاء الحكومة الصحراوية والسفراء والمسؤولين السياسيين المحليين وأعضاء الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي وكذلك المندوبين المنتخبين من النواحي العسكرية وممثلي المنظمات الشعبية والطلابية ورؤساء البلديات ومندوبين منتخبين من الجاليات الصحراوية في الخارج.
تزامنا مع ذلك أكد رئيس فيدرالية الهيئات الاسبانية المتضامنة مع الصحراء الغربية كارميلو راميريز بجزر لاس بالماس أن استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي يعتبر السبيل الوحيد لتسوية النزاع في الصحراء الغربية.
وقال راميريز بأن ''احترام حقوق الإنسان وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره هو الحل الوحيد لتسوية النزاع بين جبهة البوليزاريو والمغرب لتفادي انزلاقات عنيفة لا يتمناها أحد''.

تباينت ردود الأفعال بخصوص قرار جامعة الدول العربية بتجميد عضوية سوريا بين معارض ومؤيد لها فبينما عرفت العاصمة دمشق خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين السوريين في مسيرات استنكروا خلالها هذا القرار أبدت بعض الدول العربية امتعاضها في وقت طالبت فيه السلطات السورية  بعقد قمة عربية طارئة.
وتجمع عشرات الآلاف من السوريين المؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد في قلب العاصمة دمشق للتعبير عن استنكارهم لمثل هذا القرار ورددوا شعارات مؤيدة للرئيس الأسد منها ''الشعب يريد الأسد''.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي صورا لمسيرة أخرى مؤيدة للنظام نظمت بساحة الأمويين في العاصمة دمشق علق عليها بالقول ان ''الشعب السوري يملئ الساحات في الوطن ويعلن رفضه لقرار الجامعة العربية''.
وكان المئات من أنصار النظام السوري خرجوا في مسيرات احتجاجية أمام مقر سفارتي قطر والعربية السعودية بدمشق مباشرة بعد إعلان الجامعة العربية تعليق عضوية بلادهم.
وتم على إثرها مهاجمة السفارتين حيث اقتحم عدد من المتظاهرين مبنى السفارة السعودية وكسروا زجاج نوافذها وخربوا كل محتوياتها بينما قامت مجموعة أخرى من المتظاهرين بتسلق مبنى سفارة قطر وإزالة علمها.
وبينما استدعت كل من قطر وتركيا وفرنسا سفراءها وسارعت إلى سحب دبلوماسييها العاملين بهذا البلد استنكرت العربية السعودية بشدة الاعتداء على سفارتها بدمشق.
وبالتزامن مع ذلك طالبت دمشق بعقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة التي تعصف ببلادها منذ منتصف شهر مارس الماضي والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي. وقال مسؤول سوري رفض الكشف عن هويته ان بلاده ورغم قرار تجميد عضويتها لا تزال ترى في المبادرة العربية الإطار المناسب لمعالجة الازمة التي تعصف بها بعيدا عن أي تدخل خارجي.
ولم تقتصر ردود الفعل على الساحة الداخلية السورية بل تعدتها إلى دول الجوار التي عبر معظمها على امتعاضها وأسفها لقرار العربي بتعليق عضوية بلد يعتبر من بين مؤسسي ميثاق جامعة الدول العربية.
فقد حذر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الذي صوتت بلاده ضد قرار التجميد من التداعيات السلبية لهذا القرار ليس فقط على سوريا بل على كامل المنطقة وقال انه قد يسمح  في ''تأجيج نار قد تلتهم الجميع''. ودعا الجامعة العربية إلى مساعدة سوريا للخروج من أزمتها والحفاظ على وحدتها وسيادتها خاصة في ظل ما اعتبرها ''مؤامرات تحاك ضدها في الداخل والخارج من تحريض وحملات إعلامية تجاوزت كل الحدود''.
وعلى نقيض الموقف اللبناني الرسمي وصف رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري  رفض بلاده التصويت على قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية بالأمر ''المخزي''. وقال ان الموقف الرسمي اللبناني لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني الذي يساند نظيره السوري في محنته.
من جانبه وصف العراق الذي كان امتنع عن التصويت قرار تعليق عضوية سوريا بغير المقبول واتهم الجامعة العربية بانتهاجها سياسة الكيل بمكيالين كونها لم تفعل أي شيء خلال الاحتجاجات التي شهدتها البحرين ولا تزال تشهدها اليمن.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية ان ''تجميد عضوية سوريا غير مقبول كون الجامعة العربية لم تتحرك ضد بلدان عربية أخرى تواجه أزمات اعنف واكبر من تلك التي تعاني منها سوريا''.
وأكدت مصر عبر وزير خارجيتها محمد عمرو ان بلاده ترفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري تحت أي مسمى من المسميات وشدد على أن ''وحدة سوريا تمثل أولوية مطلقة يجب الحفاظ عليها في كافة الظروف''. لكن رئيس الدبلوماسية المصرية دعا السلطات في دمشق إلى التجاوب مع المساعي العربية وتنفيذ المبادرة العربية لاحتواء المعضلة السورية.
 
سطرت مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر برنامجا ثقافيا وفنيا ثريا يمتد إلى نهاية السنة الجارية، تجري فعالياته بقاعات المركب الثقافي العادي فليسي وكذا الهياكل التابعة للمؤسسة والتي عودت جمهورها بالجديد والمنوع.
الحظ الأوفر من البرنامج سيكون من نصيب الشباب من خلال عدة مواعيد فنية متمثلة في السهرات الغنائية الشبابية في نوع الروك وال'ناوي والبوب وغيرها من أنواع الموسيقى.
ابتداء من مساء هذا الخميس سيكون الموعد مع فرقة ''أولاد حوسا'' في نوع ال'ناوي وذلك بقاعة القصبة بعدها وفي زوال يوم السبت ينظم حفل في الروك من إمضاء فرقة ''إيفرست'' وذلك بنادي العنقى.
فيما يتعلق بالمواعيد الأدبية التي تشهدها مكتبة ديدوش مراد؛ تنظم فنون وثقافة غدا الأربعاء على الثانية والنصف ظهرا موعدا مع الكاتب موسى سعدي لتقديم كتابه عن المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار.
من جهة أخرى؛ خصص برنامج ترفيهي ثري للأطفال يجمع بين العروض التثقيفية التربوية والألعاب السحرية والتهريج والمسرح وذلك عبر مختلف بلديات العاصمة منها الرويبة، باب الواد (قاعة تامغوت)، الأبيار، بئر توتة وعين طاية.
للفن التشكيلي مكانه في البرنامج من خلال معرض الفنان ''حسان دريسي''، الذي سينظم معرضه في الفترة الممتدة من 22 نوفمبر إلى غاية 22 ديسمبر بمركز التسلية العلمية أين يقدم مجموعة هامة من لوحاته.

نشط فريق العمل المسرحي ''وجه لوجه'' أمس بقاعة الموقار  ندوة صحفية، تناول فيها تفاصيل هذا العمل المسرحي الجديد، الذي يرصد الراهن الجزائري والعربي بعمق. ''وجه لوجه'' تعرض شرفيا مساء هذا الخميس بقاعة الموقار...
كتب نص المسرحية الراحل مرزاق مفلاح، وهي من إنتاج الجمعية الثقافية ''مسرح محمد اليزيد''، ''وجه لوجه'' عمل درامي يتناول في موضوعه جملة من القضايا الاجتماعية والسياسية في بعد إنساني راق، حيث تجسد الشخصيات الثلاث العديد من الصراعات الخفية والمعلنة، التي تنطلق في جو عائلي مكهرب ثم تتسارع الأحداث عبر نفق مظلم الى عدة قضايا آنية تعيش جل المجتمعات العربية كغياب الحوار الجاد بين الآباء والأبناء وصراع الأجيال والتعصب والتطرف الناتج عن الفراغ الروحي لجل شباب اليوم، ما يدفع أيادي خفية للتحكم في عقول وقلوب فلذات أكبادنا.
مدة العرض ساعة من الزمن. يؤدي الأدوار يزيد صحراوي في دور سعدود الأب وفاطمة شيح في دور رعدة (زوجة الأب) ومنال بن هلاّل في دور عبير (البنت).
تعتبر المسرحية تكريما للراحل مرزاق مفلاح وقد تكفل بإنتاجها صندوق الدعم بوزارة الثقافة.
في تدخله أشار مخرج المسرحية سمير مفتاح، إلى أنه تعمد وضع لمسته الخاصة على نص المسرحية، أو بمعنى آخر إعطاءها قراءة أخرى، علما أن هذه اللمسة ارتبطت بتقديم الراهن العربي وتعمد توجيه رسالة إلى الشباب لتوخي الحذر من الأيادي الخفية الأجنبية التي تحاول العبث به لتضربه في الصميم. وأشار أيضا إلى استحضار عنصر الأسرة في النص وطرح مشاكلها، كغياب الحوار مما تولد عنه مآس عديدة كالتطرف والانحراف ومتاهات أخرى كثيرة، ليتدخل العرض برسائله التحذيرية قصد تجنيب المجتمع الوقوع في مآس أخرى أو الاستمرار في هذه الآفات مع طرح فكرة التسامح كحل للاستمرار.
يقول سمير ''أنا أمارس الكتابة المسرحية منذ سنوات، وبالتالي فإن لقائي الأول مع نص ''وجه لوجه'' كان متواضعا، لأنني في الحقيقة لم أقتنع به، فأنا كنت ولا أزال أعارض النصوص التي لا تقدم شيئا جديدا للمجتمع الجزائري، لكني هذا لا ينفي أن بالنص رسائل اجتماعية سامية لكنها لا تكفي، فأضفت إليها أبعادا سياسية، وتناولت تاريخ الجزائر سنوات الأزمة من خلال فتح عدة نوافذ''. ويضيف سمير ''النص جميل في محتواه وروحه ولم أمسس تسلسله أو بناءه الدرامي، إلا أنني اخترعت صراعات جديدة وحالات درامية أخرى''.
الممثل يزيد أكد أن نص ''وجه لوجه'' سلمه المؤلف مرزاق مفلاح قبل وفاته وأودع كمشروع لدى صندوق الدعم، حينها أعطى المؤلف حرية التصرف في النص لأي مخرج يتكفل بالمسرحية.
النص مليء بالرموز باعتبار المؤلف كان فنانا تشكيليا، مما جعل طاقم المسرحية يتفق على أسلوب أكثر بساطة.
الندوة الصحفية كان فرصة تحدث فيها سمير مفتاح عن تجربته في الإخراج التي بدأت - حسبه - في تظاهرة سنة الجزائر بفرنسا، حيث عمل كمساعد مخرج لبعض المخرجين الفرنسيين (ريشار ديمرسيي، انطوان تويي وغيرهما...
كما تم التطرق الى عنصر الإضاءة في العرض والذي وجه (الضوء) الى الفضاء العلوي لخلق عتمة على الخشبة وسرعان ما يتلألأ الضوء الأبيض إيذانا بالفرج.

تستحضر تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، علمين من الأعلام الفنية للجزائر، حيث تكرّم غدا الثلاثاء احتفالية ''النوبة'' في ختام فعالياتها، الشيخ عبد الكريم دالي والشيخة طيطمة، في وقفة عرفان وترحّم تحتضنها دار الثقافة ''عبد القادر علولة".
التكريم هذا يندرج في إطار معرض النوبة الذي كرّم شيوخ الموسيقى الأندلسية للمدارس الثلاث الجزائر العاصمة، تلمسان وقسنطينة، حيث أجاب على العديد من التساؤلات حول الفن الأندلسي بالجزائر والذي يتفرّع إلى ثلاث مدارس (الجزائر العاصمة، قسنطينة وتلمسان)، حيث تم فيه تناول سير الشخصيات التي أثرت في مسيرة هذا الفن الأصيل، وكذا معلومات عن الآلات الموسيقية والنوتات التي تستعمل فيه، بالإضافة إلى صور ولوحات تحكي تاريخ هذا الفن.
تكريم عبد المكريم دالي والشيخة طيطمة، سيعرف تنظيم مائدة مستديرة، حيث سيتطرّق الأستاذ حصار بن علي إلى مسار وحياة عبد الكريم دالي الذي يعدّ من أجمل الأصوات الأندلسية، فيما سيتناول الأستاذ مصطفى كرابشي حياة ومسيرة الشيخة طيطمة الفنية، إلى جانب مشاركة مدير الأرشيف في الإذاعة الجزائرية المختص في الموسيقى والباحث في التراث، نصر الدين بغدادي.
هذه الاحتفالية ستشهد أيضا تقديم السلسلة الأنطولوجية، وكذا الكتب التي أنجزتها دائرة التراث غير المادي والكوريغرافيا تكريما للمحتفى بهما، إذ سيقدّم نجيب كاتب من ''مؤسّسة دالي'' ما تمّ إنجازه عن صاحب رائعة ''من زينو نهار اليوم''، فيما سيتكفّل فيصل بن كلفات بتقديم الجزء الخاص بالشيخة طيطمة. وفي الشق الفني والموسيقي، ستلقي جمعية ''القرطبية'' من تلمسان بدلوها في هذه الوقفة التكريمية، حيث ستحيي سهرة الثلاثاء، فيما يأتي الدور يوم الأربعاء على جمعية ''قرطبة'' من الجزائر العاصمة.
ويتزامن هذا التكريم مع اختتام معرض النوبة يوم الخميس القادم السابع عشر من نوفمبر الجاري، لذا سطّرت دائرة التراث غير المادي والكوريغرافيا لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، برنامجا يواكب الحدث والهدف الذي نظّم من أجله، حيث سيقدّم الأستاذ فيصل بن كلفات مجموع مؤلّفات وألبومات الموسيقى الأندلسية وشعراء تلمسان التي صدرت بالمناسبة، إلى جانب عرض صناديق ألبومات كلّ من سلوى، محمد العماري، نصر الدين شاولي وسمير تومي، هذا علاوة على إحياء جوق ''الشيخ رضوان بن ساري'' من تلمسان حفل الاختتام بدار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بمشاركة زكية قارة تركي من العاصمة، مريم بن علال، دليلة مقدر وكريم بوغازي.
ويعتبر الشيخ عبد الكريم دالي معلّم الغرناطي والحوزي التلمساني، حيث أفنى حياته في خدمة الموسيقى الأندلسية، إذ أشرف على ترقيتها والحفاظ على هذا الإرث الثقافي وتلقينه للشباب، وكلّ من عرفه وعاشره يشهد لشخصيته البسيطة وفائقة الكرم مثلما كان يتميّز بموهبة عظيمة وصوت قوي وواضح قادر على تأدية الأفضل حتى بدون ميكروفون، كما عرف عبد الكريم دالي كيف يجمع بين الطابع الموسيقي الأندلسي التلمساني الغرناطي والعاصمي صنعة.
الشيخ عبد الكريم دالي من مواليد عام 1914 بمدينة تلمسان من عائلة فنية، يعتبر من أعلام طابع الحوزي ومن الذين لهم الفضل في تطوير هذا الطابع من الشكل الموسيقي الشعبي إلى المزج بينه وبين الحداثة الكلاسيكية السائدة في ذلك الوقت، وأجاد العزف على آلات عديدة كالمندولين والعود والكمان.
أوّل من اكتشف مواهبه هو الشّيخ عمر بخشي الذي علّمه مبادئ الموسيقى الأندلسيّة وواصل رحلته الموسيقيّة مع عبد السلام بن صاري (أخ العربي بن صاري) ومع الشّيخ يحيى بن دالي الذي كان يمثّل حينئذ الموسيقى الغرناطيّة، عزف على آلة المندولين ثمّ على الكمان والنّاي، وأخيرا على العود، انضم إلى أهمّ الفرق آنذاك وهي فرقة ''العربي بن ساري''، حيث أدّى أغاني أم كلثوم ومحمّد عبد الوهاب، ليواصل مسيرته بعد ذلك مع رضوان بن ساري (ابن العربي) ثمّ انضمّ إلى فرقة ''الشّيخة طيطمة''، وسجّل سنة 1930 استخبار موّال ''مع ناري هيهات تنطفى'' ثمّ عراق ''كيف عمالي وحيلتي''، وسجلّ سنة 1938 ما يقارب العشرين اسطوانة في شركة ألجيريافون وقدّم عروضا مع فرقة إذاعة الجزائر تحت قيادة محمّد فخارجي ثمّ إنضمّ إليها نهائيا سنة 1952 وشارك في القيام بأنطولوجية الموسيقى الأندلسيّة، حيث قام أيضا بتسجيل نوبات مدرسة تلمسان، وتوفي في 21 فيفري 1978 ودفن بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة.
أمّا سيدة الحوزي، الشيخة طيطمة، فتعدّ من القلائل الذين تناولوا التراث الأندلسي والحوزي والعربي على السواء، كما أتقنت العزف على عدّة آلات موسيقية منها العود، الكويترة والكمان، واشتغلت لسنوات طويلة مع الراحل عبد الكريم دالي وأنجزت معه ثنائيات رائعة، ليبقى في رصيدها 30 أغنية.
الشيخة طيطمة ذات الأصول التلمسانية ولدت سنة 1891 واسمها الحقيقي طيطمة ثابت، دخلت الساحة الفنية بالموسيقى التلمسانية النسوية المسماة ''الحوفي'' وهي دندنة تشبه غناء الأم لرضيعها عند النوم.
سطع نجم طيطمة بفضل صوتها الساحر وكذلك لإتقانها العزف، إضافة إلى ثقافتها، حيث كانت تجيد اللغة العربية الفصحى مما ساعدها على سرعة حفظ وإتقان القصائد، كما ساعدتها هجرتها نحو المغرب سنة 1914 على اكتساب مهارات فنية جديدة.
عملت طيطمة مع أوركسترا عمر بخشي، كما انضم إليها عبد الكريم دالي وعازف البيانو جيلالي زروقي، الذي بقي وفيا لها وصاحبها في كلّ حفلاتها التي أقامتها في الجزائر، المغرب وفرنسا، وتميز جيلالي بعزفه وتألّقه في الاستخبار بأنماط الزيدان والموال والسيكا، وقد وجد جيلالي ضالته في صوت طيطمة ما جعلها تقفز قفزة نوعية في فن الحوزي الجديد بقصائد لابن المسيب واليعقوبي ومحمد بن سهلة وبن تريكي وأحمد زنقلي.
أدّت طيطمة أيضا قصائد ذات طابع أندلسي، خاصة بعد انضمامها إلى أوركسترا سمفونية أوروبية كانت تنشط بمدينة وهران، وتوفيت إثر مرض عضال سنة  ,1962 لتبقى رائدة في الفن الجزائري وصانعة أمجاد الأغنية في طبع الحوزي والمسامعي، ولا يزال تراثها مطلوبا ويسمع حتى أيامنا هذه كأغنية ''أنا غريب''''، ''لله توبّ و''عييت في قلبي".



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)