في حال تطبيق تسقيف الأجور

هدد بعض لاعبي الرابطة المحترفة الأولى، بمغادرة أنديتهم بنهاية الموسم الحالي، إن أصر المسؤولون عن كرة القدم في الجزائر على مشروع تسقيف الأجور، الذي صادق عليه معظم رؤساء الأندية، خلال الاجتماع الذي كان لهم مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من أجل إيجاد حلول للأزمات المالية التي تضرب العديد من هذه النوادي، المبادرة التي استحسنتها كل الجهات لاسيما رؤساء الأندية، الذين يرون فيها الحل لكل مشاكلهم المالية، إلا أن اللاعبين منزعجون من تنفيذ هذا المشروع، خاصة الذين يتواجدون في اتصالات مع أندية من الخارج كالخليج وتونس.ومن المؤكد ألا يواصل هؤلاء اللاعبون مع أنديتهم الموسم المقبل، أمثال مهاجم مولودية الجزائر بوقش، الذي أكد في تصريح صحفي بأنه يملك عروضا من الخليج، وكذا لاعب اتحاد الحراش بلقروي، الذي يريده كل من الترجي والنجم الساحلي التونسيين، أو قراوي من وفاق سطيف الذي وصلته عروض من تونس أيضا، إضافة إلى أسماء أخرى لم تكشف في الوقت الحالي عن العروض التي جاءتها من الخارج، وأخرى ستبحث لا محالة عن التنقل للعب في مثل تلك البطولات، إن تم تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع.هذا في الوقت الذي اشتكى فيه معظم اللاعبين، من عدم استشارتهم من قبل الهيئات الرياضية فيما يخص هذا المشروع، معتبرين بأنهم المعنيون بالأمر في هذا الموضوع وكان على الأرجح أن يكونوا طرفا في النقاش، الذي جرى بين الاتحادية ورؤساء الأندية، هذا ما أعطى فكرة للاعبين بإنشاء نقابة خاصة بهم، المبادرة التي قام بها قائد فريق جمعية الشلف، سمير زاوي، من أجل تنظيم اللاعبين للدفاع عن حقوقهم وإشراكهم في مثل هذه المشاريع التي تمسهم من قريب، في وقت يؤكد فيه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، بأن تسقيف الأجور سيخدم اللاعبين وإن هذا جاء من أجل مصلحتهم بالدرجة الأولى، حيث كشف بأن قيمة 33 مليار تصرف فقط على أجور اللاعبين، وهذا ما لا يخدم الأندية، التي وجدت نفسها في أزمة تسببت في تأخر دفع رواتب لاعبيها، مما أدخلها في نزاعات معهم، ليحتكموا للجنة المنازعات على مستوى الرابطة الوطنية، التي تعالج عدة ملفات، ولم تستطع الفصل فيها، حيث حرمت بعض الأندية من الانتدابات إلى غاية تسوية وضعيات لاعبيها العالقة.فكما يبدو، فإن مشروع تسقيف الأجور، رغم محاسنه الكثيرة، على الأندية واللاعبين على حد سواء، إلا أنه إن نفذ هؤلاء اللاعبون تهديداتهم، فإن البطولة الوطنية ستعرف نزيفا للعناصر الجيدة التي ستتوجه إلى البطولات المجاورة مثل التونسية أوحتى الخليجية، إن وجدت أندية تهتم بخدماتها وتمنحها أضعاف ما سيتقاضونه الموسم المقبل في البطولة الجزائرية، فهم اللاعبين في الوقت الحالي هو الحصول على راتب مهم، فهم يرون بأن مشوارهم قصير والفرصة مواتية، ما دام أنهم لازالوا يلعبون لتحسين وضعياتهم المالية وضمان مستقبلهم، رغم أن مشروع تسقيف الأجور يضمن لهم ذلك، من خلال دفع اشتراكات الضمان الاجتماعي، الذي يعد الضمان بالنسبة إليهم للحصول على تقاعد بعد نهاية مشوارهم الكروي.