قام جنود الاحتلال الصهيوني بسرقة أعضاء حيوية من جثامين شهداء كان قد اختطفهم في غزة الأسابيع الماضية، وتضاف هذه الجريمة البشعة إلى سجل جرائم الاحتلال الصهيوني التي لا تعد ولا تحصى، فلم يكتف الكيان النازي بإبادة الأبرياء من المدنيين خاصة النساء والأطفال وكبار السن وقصف المنازل فوق رؤؤسهم وتجويع الأحياء وحصارهم، بل نكل حتى بجثامين الشهداء وسرق منهم أعضاء حيوية من أجسادهم.وكشف أمس بيان صادر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس عن تسليم العدو الصهيوني جثامين 80 شهيدا فلسطينيا في مدينة رفح، وهي في حالة تحلل ومن الصعب التعرف عليها بعد أن اختطفها من مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في القطاع، وتحدث بيان الحركة عن عبث جيش الاحتلال بهذه الجثامين، وتبين من خلال معاينة حالات عديدة أنه قام بسرقة أعضاء حيوية من أجسام الشهداء، وأورد نفس البيان أن هذه الجثامين قام العدو بتسليمها مشوهة ومجهولة الهوية ورفض تحديد أسماء الشهداء، كما رفض تحديد الأماكن التي اختطفها منها.
وأوضح بيان حماس أن ملامح الشهداء بعد معاينتها تبين أنها متغيرة بشكل كبير في إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال لأعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء، وأكد نفس البيان أن ما قام به العدو الصهيوني لا يوصف إلا بجريمة حرب وجريمة بشعة وانتهاك فاضح لحرمة الأموات وكرامتهم، وتؤكد همجيته وانحداره الأخلاقي في عدوانه على الشعب الفلسطيني واعتدائه على جثامين الشهداء الأبرار ونبش قبورهم، كما تحدث نفس البيان عن احتجاز الاحتلال جثامين أخرى لشهداء مدنيين قتلهم في غزة.
وفي هذا السياق دعت حماس إلى ضرورة الضغط على الجهات الفاعلة والمؤسسات الدولية لتحسين أدائها وتأدية دورها المنوط بها بشكل أكثر فاعلية وقوة، لاسيما الضغط على الاحتلال والكشف عن جرائمه أمام العالم.
من جانب آخر يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه البشع على المدنيين من سكان غزة، حيث سقط أمس عشرات الشهداء والمصابين في مجازر ارتكبها جيش الاحتلال بمحافظات شمال القطاع ومحافظة خانيونس، وكشف التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن تعرض سكان الشمال للإبادة الجماعية من بيت إلى بيت ومن مدرسة إلى مدرسة، ويبقى الجرحى ينزفون حتى الموت، وأوضح نفس المصدر أن مستشفيات جنوب غزة فقدت قدراتها الاستيعابية وأصبحت عاجزة أمام الأعداد الهائلة من الجرحى، كما قام جنود الاحتلال بتهجير مرضى الأورام من أماكن العلاج للمرة الثانية، حيث أجبر المرضى والطواقم الطبية على إخلاء مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في المرة الأولى تحت القصف المباشر، وتم نقلهم إلى مستشفى دار السلام بخانيونس، والتي وصلت قوات الاحتلال إليها، وعرضت حياة المرضى للخطر وأجبرتهم على الخروج منها وباتوا بلا مأوى ووضعهم الصحي معرض للخطر.
وفي السياق ذاته يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حصار مستشفى كمال عدوان ويطلق النار والقذائف داخله، واحتجز العدو أكثر من 70 فردا من الطواقم الطبية وكل الذكور من الجرحى والمرضى والنازحين، وقام باستجوابهم تحت التعذيب والتعرض للبرد القارص، وبعد إخلاء سبيل عدد من المحتجزين تم إطلاق النار عليهم وأصيب 5 من الكوادر الطبية والجرحى النازحين، كما طلب الاحتلال من الكوادر المتبقية تجميع كل المرضى والطواقم في مبنى واحد، ولا يزال يتواجد بهذا المستشفى 65 جريحا و12 طفلا مريضا في عناية الأطفال بدون كهرباء وماء وطعام.
على صعيد آخر كشف التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحماس في غزة عن تسجيل أزيد من 3 آلاف حالة اعتقال في غزة، من بينهم ما لا يقل عن 200 امرأة وطفلة تم اقتيادهم من منازلهم ومن مراكز الإيواء في قطاع غزة وتعريتهم وتعذيبهم وسحلهم في أماكن عامة، ولا يزال مصير الآلاف منهم غير معلوم، كما تحدث نفس المصدر عن تنفيذ طائرات الاحتلال الصهيوني ليلة أول أمس مجازر واسعة بأكثر من 50 غارة متتالية بينها مجموعة من الأحزمة النارية العنيفة بين مخيمات النصيرات والبريج والمغازي، ما أدى حسب نفس المصدر إلى إبادة جماعية لمربعات سكنية مكتظة راح ضحيتها في مخيم المغازي لوحده أكثر من 70 شهيدا وعشرات الشهداء الآخرين في مناطق مختلفة، والعدد حسب التقرير ذاته مرشح للزيادة نتيجة تجمع عدد من العائلات في أماكن مكتظة.
على صعيد آخر نقلت أمس تقارير إعلامية من غزة عن صعوبات كبيرة يجدها السكان في دفن شهدائهم خاصة بمناطق الشمال، ونقلت بعض الفيديوهات صورا لدفن شهداء على الأرصفة وفي الشوارع بعد نزع البلاط والاسمنت وحفر القبور، وتحولت بذلك بعض الشوارع في جباليا إلى مقابر بعد أن وجد السكان صعوبات في الخروج إلى المقابر نتيجة الحصار الذي يفرضه جنود الكيان الصهيوني ونشره للقناصة، إلى جانب امتلاء بعض المقابر بسبب العدد الكبير للشهداء.
وبخصوص المفاوضات لإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى، جددت حركة حماس أنها لن تقبل بصفقة للتبادل مع الكيان الصهيوني دون وقف شامل لإطلاق النار، كما أكدت الحركة في بيان لها أمس أن دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى تأتي في مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى، كما جددت التأكيد على أن كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي ردا على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نورالدين ع
المصدر : www.annasronline.com