قال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، إن معظم القادة العرب مقتنعون بضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة، وأن التغيير في سوريا قد أصبح حتمية. وكشف فيلتمان بأن عددا من هؤلاء القادة ''بدأوا باقتراح اللجوء على الأسد لدفعه إلى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة''. وأكد بأن بعض هؤلاء القادة كشفوا، في أحاديث خاصة، بأنهم قد عرضوا بالفعل على الرئيس بشار اللجوء إلى بلدانهم على أمل إقناعه بالتخلي عن السلطة.
كما كشف فيلتمان، بالمناسبة، أن سفير الولايات المتحدة في دمشق، روبرت فورد، الذي سحب لأسباب أمنية الشهر الماضي، كما قال، سيعود إلى منصبه ''خلال أيام أو أسابيع''. هذه التطورات تأتي ساعات فقط قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب، غدا السبت، لتحديد موقف وطريقة التعامل مع دمشق، بعد فشل مسعى الجامعة في توقيف العنف الذي يجتاح سوريا منذ ثمانية أشهر.
أمريكيا دائما، وضمن هذا الطرح، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس، إن سوريا تمثل أهم تحد لمجلس الأمن في مجال حماية المدنيين. واستطردت بأنه رغم الفيتو المزدوج الروسي الصيني، فإن ''الأزمة في سوريا تبقى ضمن جدول أعمال مجلس الأمن، وستبقى كذلك حتى يضطلع هذا المجلس بمسؤولياته''.
وضمن سياق الضغط على دمشق، استهجن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة، جيرار آرو، ''لامبالاة'' مواقف بعض أعضاء مجلس الأمن حيال قمع المتظاهرين في سوريا، ويقصد بطبيعة الحال روسيا والصين اللتين لا زالتا تسعيان لحل المعضلة السورية حلا سلميا وبين السوريين أنفسهم بعيدا عن التدخلات الخارجية، مثلما حدث في ليبيا. وقال السفير إن المجلس بسلوكه هذا قد تخلى عن مسؤولياته. ومقابل هذا أضاف: ''في حين تواصل الحكومة السورية إطلاق النار على شعبها ومحاصرته وتلجأ إلى اعتقال الآلاف بطريقة تعسفية''.
ميدانيا، تناقلت كذلك مختلف وكالات الأنباء العالمية عن ناشطين ومنظمات حقوقية سورية، أن ما لا يقل عن الثلاثين محتجا قد قتلوا خلال الثلاثين ساعة الماضية بعدد من المدن والقرى السورية. وحسب هذه المصادر، فإن ثمانية قتلى سقطوا بكل من حي برزة بالعاصمة دمشق وحمص، بينما سقط أربعة آخرون بريف حماة وثلاثة بدرعا، وقتيلان بكل من إدلب والبوكمال. أما الهيئة العامة للثورة السورية فنقل عنها أن قوات مدججة بأسلحة وآليات ثقيلة اقتحمت، صبيحة أمس، مدينة سراقب في ريف دمشق، وقالت كذلك إن قوات الأمن السورية اقتحمت، في وقت سابق، مناطق على مشارف العاصمة دمشق وقامت باعتقالات عشوائية.
ونقلت العديد من الوكالات والمواقع أيضا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أربعة عناصر من جنود الجيش السوري قتلوا، أمس، بمحافظة إدلب، في حين نقل عن ناشطين أن انفجارات هزت مدينة دوما بريف دمشق. وحسب التوضيحات التي قدمها المرصد المذكور، فإن الجنود الأربعة قتلوا في هجوم نفذه مسلحون منشقون، على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمان بإدلب. وجاء في برقية لوكالة الأنباء السورية ''سانا'' أن الأجهزة المختصة فككت عبوتين ناسفتين في حمص، كما نقلت عن شهود عيان أن من تصفهم بالمجموعات الإرهابية مسلحة قد اعتدت على المدنيين في إدلب ودرعا.
أمام هذه التداعيات المتواصلة، نبهت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، السيدة نافي بيلاي، إلى أن تزايد عدد المنشقين عن الجيش السوري وانضمامهم إلى صفوف المعارضة، يزيد احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا. وقالت بيلاي أمام مجلس الأمن الدولي إنه ''حيثما تنتهك الحقوق الأساسية للإنسان وتقابل المطالب السلمية بالتغيير بعنف وحشي، يضطر الناس في آخر المطاف للجوء إلى التمرد على الطغيان والقمع''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: العربي زواق / الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com