تفاعلت مكوّنات الطبقة السياسية والمجتمع المدني بكثير من الإيجابية مع التصريحات الأولية والوعود التي أطلقها الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، مباشرة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، خاصة منها ما تعلق بفتح حوار وطني.خلفت التصريحات و الوعود التي أطلقها الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، في ندوته الصحفية مساء الجمعة الماضي بعد إعلان السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات فوزه بمنصب رئيس الجمهورية صدى إيجابيا لدى مكونات الطبقة السياسية بما فيها المعارضة، ولدى فعاليات المجتمع المدني، وبخاصة منها ما تعلق بتفتحه على الجميع وتفضيله الحوار لحل كافة الإشكالات التي تعرفها البلاد.
وبغض النظر عن موقف كل طرف سياسي من الانتخابات الرئاسية في حد ذاتها إلا أن الشيء الايجابي في ردود الأفعال الصادرة عن مختلف الأحزاب السياسية هو تعاملها بمنطق الواقعية والعقلانية مع المعطى الجديد الذي أفرزته الانتخابات التي جرت في 12 ديسمبر من الشهر الجاري، حيث ركزت في ردود أفعالها على ما بدر من السيد تبون من تصريحات و وعود تمثل صلب برنامجه الانتخابي.
وقد ثمنت الكثير من الأحزاب السياسية على وجه الخصوص اليد التي أمدها تبون لشباب الحراك و التأكيد على استعداده لمباشرة حوار صريح مع ممثلي الحراك في بداية عهدته الرئاسية، ووضع هذا الحوار موضع الأولوية بالنسبة له في المجال السياسي.
وقد ثمنت كل الأطراف مبادرة الحوار التي أعلن عنها الرئيس المنتخب ورأت فيها الحل الوحيد و الأمثل لتجاوز كل خلافات ومشاكل المرحلة الحالية، بل واعتبرت ذلك بادرة حسنة في بداية عهد الرئيس الجديد في انتظار تفاصيل مجريات هذا الحوار في الأسابيع المقبلة.
ومن الحزب العتيد إلى التجمع الوطني الديمقراطي، إلى تجمع أمل الجزائر، والتحالف الوطني الجمهوري، وجبهة العدالة والتنمية وجبهة القوى الاشتراكية في المعارضة، وحركة مجتمع السلم، وحزب الحرية والعدالة، وغيرها فضلا عن العديد من منظمات المجتمع المدني، كانت ردة الفعل واحدة ومتقاطعة بخصوص الموقف من الحوار الذي أعلن عنه تبون.
فقد رحبت كلها بالفكرة من حيث الأساس، على الرغم من أن لكل طرف من هؤلاء رؤية خاصة للكيفية التي سيكون عليها هذا الحوار مستقبلا، واللافت أن الجميع أبدى حرصا كبيرا على ضرورة إنجاح الحوار الذي سيباشره رئيس الجمهورية المنتخب، وألا يكون مثل جولات الحوار التي بادرت بها السلطة ورئاسة الجمهورية على وجه الخصوص في السنوات السابقة.
ومن منطلق الحرص هذا، شددت الأحزاب السياسية على ضرورة توفير الجو المناسب والشروط الكافية لإنجاح الحوار المأمول، و ربطته بضرورة قيام رئيس الجمهورية المنتخب بجملة من الإجراءات تصب في خانة تهدئة الوضع العام من قبيل إطلاق بعض معتقلي الرأي من شباب الحراك، وضرورة التكفل الحقيقي بالمطالب المشروعة لشباب الحراك، وغيرها.
غير أن الجميع ركز أيضا على ضرورة الوصول إلى نوع من التوافق الوطني في المرحلة المقبلة، توافق يسمح بتجاوز مخلفات المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد، ويهيئها لدخول مرحلة جديدة ، وعلى أن تعطى للحوار المأمول البيئة التي يستطيع من خلالها تحقيق الأهداف المرجوة منه.
وفي انتظار تفاصيل الحوار الذي أعلن عنه تبون في الأيام القليلة القادمة فإن المؤكد اليوم هو أن إجماعا معتبرا قد نشأ حول هذه المبادرة التي يأمل منها الجزائريون الكثير.
وليست الوعود السياسية وحدها التي تلقتها الطبقة السياسية والمجتمع المدني والرأي العام عموما بنوع من الايجابية، بل هناك أيضا العديد من النقاط الحساسة والمسائل المهمة التي خلقت ارتياحا لدى الجميع على غرار ما تعلق بعدم العفو عن المتورطين في نهب المال العام، ومواصلة محاربة الفساد والمفسدين ودعم المسار الذي اتخذته العدالة في هذا الشأن، وبخاصة إصراره على استرجاع الأموال المسروقة في الداخل والخارج وفق خطة فضل الاحتفاظ بها لنفسه إلى حين مجيء وقتها.
وهناك أيضا مسألة التكفل بالعديد من انشغالات الجالية، على غرار تخفيض سعر تذكرة السفر جوا، وإنشاء صندوق خاص على مستوى رئاسة الجمهورية يتكفل بنقل جثامين المتوفين من أبناء الجالية، واستشارتهم في كل كبيرة وصغيرة تخص بلدهم الأم.
وشكلت المراجعة العميقة للدستور أيضا موضوعا نال اهتمام الرأي العام والطبقة السياسية أيضا وخاصة تمريره على الاستشارة الشعبية.
و اليوم وبعد هذا الإجماع حول ما بادر به الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، ينتظر الجميع التفاصيل الخاصة بكل ورشة، والآليات التي ستوضع لإنجاح كل مسار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/12/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إلياس
المصدر : www.annasronline.com