الجزائر

في الصيف «ضيّعت السياحة» !



في الصيف «ضيّعت السياحة» !
الصيف يعني العطل وقضاء أيام في الاسترخاء، بعد عام من الجهد والعطاء سواء في العمل أو الدراسة، كما أن الكثير من الناس، ينتظرون هذه الفترة بفارغ الصبر ويرتّبون لها ترتيبات ويعدّون لها العدة من أجل أن تمضي حسب ما يرام، خصوصا بالنسبة للمغتربين الذين يفضلون هذا الموسم لزيارة بلدهم ورؤية الأهل والأقارب.وهكذا يأتون جماعات، وعائلات الى البلد وكلهم اشتياق لزيارة بلد أجدادهم وآبائهم ولربط أواصر القرابة بين أفراد عائلاتهم ولإبقاء الصلة بينهم وبين بلدهم الجزائر خصوصا وأنهم يعيشون في بلدان غريبة عنهم في كل شيء سواء من ناحية الدين أو العادات أو التقاليد وغيرها.
ولكن هذه اللهفة لزيارة البلد، والشوق سرعان ما تصطدم بعدة عقبات بمجرد أن تطأ الرجل الى المطار، أو قبل ذلك أي ابتداء من دفع ثمن التذاكر الباهظ فكثير من العائلات الجزائرية لا تستطيع زيارة أهلها كل موسم بسبب ارتفاع تكاليف السفر، لأن الأمر لا يتعلق بفرد واحد إنما بعائلات مؤلفة من عدة أفراد، وهو ما يجعل تلبية رغبتها مستحيلة، وعليه نجد الكثير من الأسر تحجم عن القدوم الى الجزائر، وإن حدث واجتهدت وتدبرت تكاليف السفر، فإنها تواجه مشاكل لا حصر لها في المطار والميناء، ابتداء من سوء التنظيم والاستقبال غير اللائق في مختلف المرافق من مطاعم وفنادق وشواطىء وغيرها وهو الوضع الذي تشكو منه السياحة وهذا القطاع الحساس في مختلف أنحاء الوطن، حيث لا زلنا نفتقد لثقافة السياحة وملاطفة الزبائن وجلبهم وحسن خدمتهم.
فقطاع السياحة بصفة عامة يحذو حذو القطاع التجاري، أي «الدّي وإلا خلّي» دون مراعاة رغبة الزبائن وراحتهم، أما الأسعار فهي فرصة لمص الدماء وجمع الثروة، وإلا كيف نفسر بيع قارورة ماء معدني بالشواطىء ب150 دج، أما حظائر السيارات، بل الدخول الى الشواطىء لا يقل عن 100 دج، والويل لمن يحتج أو يرفض فهو يتعرض ليس للطرد إنما للضرب والإهانة، هذا ناهيك عن دفع ثمن الحراسة داخل مكان التوقف، فإن المصطاف يدفع لمن يقف هناك في كل الأحوال حتى لو تعرضت مركبته للكسر أو السرقة.
إن السياحة عندنا لم ترق بعد الى المستوى المطلوب رغم أنها أهم قطاع لتطوير الاقتصاد، وخلق مناصب شغل، ورفع شأن البلد، كما يحدث في البلدان الأخرى، حيث يرتكز اقتصادها على هذا القطاع الحيوي، ولكن لا نزال نحن نعتبره مجالا ثانويا نضعه في أيدي إنتهازيين يعبثون به، ويحققون مآربهم الخاصة على حساب بلد وشعب بأكمله.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)