دعا المختصون في الأمراض المعدية خلال الإجتماع الذي احتضنته، نهار أمس، مديرية الصحة بوهران إلى ضرورة توخي الحذر من الإنتشار المفزع لداء السل، وهذا في إطار التحضيرات لليوم العالمي للسل المصادف ل 24 من شهر مارس.
وفي هذا الإطار، فقد قدم الأطباء تقارير مفصلة عن توسع رقعة الداء والحصيلة المفزعة المسجلة من سنة لأخرى، حيث سجل طيلة العام الماضي حسب المختصين 1573 حالة سل بينها 699 حالة تتعلق بالسل الرئوي. ومن مجموع الحالات المسجلة 13 بالمائة، تم إخضاعها للعلاج، فتماثل المصابون نهائيا للعلاج. على الصعيد نفسه، فقد شرح المختصون الوضع المزري، خاصة مع دخول عدد كبير من الأفارقة الحاملين للمرض، معتبرين الوضع خطيرا للغاية، خاصة وأن العدوى تنتقل بسرعة بينها، في ظل الظروف الإقامية الكارثية التي يعيشون بها، في الوقت الذي تطرق المختصون إلى رفض هؤلاء العلاج بالمستشفيات بحكم وضعيتهم الإقامية غير الشرعية، ما جعل المرض يجد أرضية خصبة بينهم. لكن بالمقابل من ذلك، فهو يهدد الأصحاء، خاصة مع انتشار هؤلاء في كل أرجاء الولاية في الوقت الذي أكدت التحقيقات الميدانية للأطباء يضيف نفس المختصين أن أهم النقاط السوداء التي تعرف تسجيلا كبيرا لداء السل تعد المناطق التي تضم أكبر عدد للسكنات الفوضوية بينها حي شطيبو، سيدي البشير، سيدي معروف، عين البيضاء، أرزيو من منطلق ضمها للوحدات البترولية والصناعي . في نفس السياق، فقد طالب الأخصائيون الديوان الوطني للإحصائيات بتقديمهم الكثافة السكانية الأخيرة لتعداد سكان وهران نظرا لظهور أحياء وتجمعات سكنية جديدة بالولاية، خاصة وأنهم لازالوا يعتمدون على النسبة القديمة المقدرة ب 1700000 نسمة. في نفس الجانب، فقد دعا المختصون في الأمراض المعدية إلى ضرورة فتح مخابر لإجراء التحاليل للكشف عن الداء في الوقت الذي حذر المختصون في داء السل خلال اليوم الدراسي الذي احتضنته كلية الطب بولاية وهران من التشخيص غير المؤكد لداء السل غير الرئوي في أوساط المصابين به، موضحين وبلغة الأرقام أن ما نسبته 80 بالمائة من المصابين بالسل لا يملكون تشخيصا مؤكدا لهذا الداء. في نفس الجانب، فقد أكد المسؤول عن ملف مرض السل بوزارة الصحة البروفيسور سفيان علي حلاس بأن الجزائر سجلت تناقصا في عدد الإصابات من 180 حالة في كل 100 ألف نسمة إلى 100 حالة. ومقابل من ذلك، فقد أماط المختصون أيضا اللثام عن خطورة المرض الذي غالبا ما يصيب الكلى، الغدد والعظام، خاصة العمود الفقري، مؤكدين في نفس الجانب أن العلاج من هذا المرض يبقى يشهد هو الآخر إشكالات حادة للغاية، وهذا نظرا لعدم التنسيق بين كل من الأطباء بمصالح الأمراض المعدية بالمصالح الإستشفائية والأطباء الخاصين الذين يصرون على التقارير الصحية السابقة، حيث غالبا ما لا يملك المريض منها نسخة، ما يجعله يتخلى عن العلاج، وبالتالي يستفحل المرض وسط باقي الأشخاص، سيما وسط العائلة.
للتذكير، فقد شدد الخبراء في المجال على الدولة وعلى الأطباء المختصين في المجال خلال اليوم الدراسي الذي احتضنه مستشفى وهران، شهر فيفري، على ضرورة إعداد خارطة طريق، مع التنسيق بين الأطباء في العيادات الخاصة والمؤسسات الإستشفائية، مع التأكيد على ضرورة إخضاع المريض لدى شكه في إصابته بالسل غير الرئوي، إلى فحوصات معمقة لكشف مرضه وتحديد مكان تواجده، وهذا لمنع تنقل العدوى، خاصة إلى الآخرين، مع تكوين الأطباء في المجال. وبلغة الأرقام، فقد كشف المتباحثون خلال اليوم الدراسي أن الجزائر تحصي حاليا 21 ألف إصابة بداء السل، بينها 11532 حالة سجلت خلال 2011، وهي الأرقام المسجلة لدى وزارة الصحة على المستوى الوطني التي أعدت برنامجا وطنيا لمحاربة هذا الوباء الخطير الذي تسبب في مصرع العشرات العام الفارط، وهو ما كانت قد أشارت إليه الجريدة في أعدادها السابقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سفير ليلى
المصدر : www.eloumma.com