الجزائر

فيما تتخلص العاصمة من مواقع البيع العشوائي للماشيةموالون ينشطون خارج التعليمة الولائية



 
طالب سكان حي 138 مسكنا، الكائن بالمنطقة الحضرية الجديدة ببلدية قصر البخاري63 كلم جنوب المدية، السلطات المحلية بإصلاح الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحي، بالإضافة إلى غياب الإنارة العمومية وانعدام شبكة غاز المدينة، إضافة إلى مشكل الوادي المحاذي.
وأكد من اِلتقيناهم لـ''لمساء'' أن الحي لم يستفد من أية عملية تهيئة أوتزفيت، مما جعل متاعبهم مستمرة، لاسيما خلال موسم الشتاء، حين يهدد الوادي المجاور بفيضانه ويتحول الحي إلى أوحال لا تجف إلا بعد أسابيع، مما يصعّب عبور السكان إلى منازلهم خاصة أطفال المدرسة، إضافة إلى كثرة الحشرات والنفايات التي يكدسها الوادي المجاور، مما يحدث منظرا غير لائق بالحي مع انبعاث الرائحة الكريهة، مما قد ينبئ بمشكل إيكولوجية تهددهم وأطفالهم.
وأضاف السكان أن الإنارة العمومية صارت أيضا هاجسهم، حيث يذكر بعض السكان أن منازلهم لم تزود بعد بأعمدة كهربائية، لاسيما أمام المتاعب التي يعيشونها في غياب هذا المرفق الضروري، خاصة في الآونة الأخيرة أمام ظهور بوادر الآفات الاجتماعية، على غرار السرقة التي بدأت تأخذ منعرجا مقلقاً.
ويتساءل سكان الحي عن عدم اِلتفات السلطات المعنية لهم رغم عدد الشكاوى المقدمة إليهم، وفي هذا الصدد، يطالب سكان حي 138 مسكنا بإيجاد حل سريع وفوري للنقائص المسجلة بسبب الوادي المجاور الذي أصبح يِؤرق حياتهم، وتزويد الحي بالأعمدة الكهربائية لتوفير الإنارة التي هم بحاجة ماسة لها، مع تزويدهم بشبكة غاز المدينة.

كشف، مؤخرا، السيد محمد لمين شاكور مدير شركة توزيع الكهرباء والغاز لميلة خلال استعراضه لحصيلة نشاطات الشركة، عن برنامج طموح لربط عشر بلديات بالغاز الطبيعي غير المستفيدة لحد الآن من هذه المادة الحيوية، وذلك في إطار البرنامج الخاص بالمخطط الخماسي الجاري.
وأوضح السيد محمد لمين شاكور أن الدراسات الخاصة بهذه المشاريع قد انطلقت فعليا، وتم إنجاز دراسات تقنية لأزيد من 130 كلم من أصل 523 كلم كطول إجمالي للشبكة، مشيرا أن هذه العملية ستشمل تدريجيا البلديات القريبة من الشبكة الرئيسية لنقل الغاز، وأنه تم تسطير برنامج آخر لربط تحصيصات وأحياء لم تربط بعد بالشبكات الفرعية، حيث يمتد الطول الإجمالي لهذه الشبكات بـ 160 كلم، وقد تم في هذا الشأن إنجاز دراسة 125 كلم من أصل 160 كلم لتنطلق فيما بعد، والشروع قريبا في إطلاق الدراسة التقنية لبقية المشاريع الأخرى.
وأكد المتحدث أن نسبة انقطاعات التيار الكهربائي تراجعت خلال السنوات الماضية، حيث بلغت في 2009 حدود 11 ساعة، لتنخفض في السنة الموالية إلى 6 ساعات، مرجعاً ذلك إلى تحسين الأداء الخدماتي وإنجاز محولات كهربائية جديدة، وتراجع نسب الأعطاب الكهربائية والتدخلات اليومية بـ 34 من المائة.
وعن سؤال حول مدى تجاوب الزبائن مع إجراءات تسديد مستحقات الكهرباء بمراكز البريد، أجاب قائلا أن ولاية ميلة كانت من الولايات النموذجية التي اختيرت ليطبق بها هذا النظام، لقد عرف في البداية تطبيق هذه الإجراءات بعض العراقيل والمشاكل، لكن مع مرور الوقت أصبحت هذه العملية مجدية، وقد خففت على شبابيك شركة سونلغاز الاكتظاظ اليومي للزبائن.
في آخر استعراضه لأهم أهداف الشركة، ذكر بالمجهودات المبذولة من طرف إطارات قطاعه، خاصة في تحصيل المستحقات لدى الزبائن، والتي كانت تشكل عبئا كبيرا على الشركة وهذا بفضل الخدمات المقدمة وحرص إطارات القطاع على نجاح العملية وتطوير مداخليه والرفع من المردودية الاقتصادية له.

عرف حي طاهر بوشات الواقع بتيقصراين بلدية بئر الخادم، خلال السنوات الأخيرة، حركية كبيرة في مجال السكن الذي استفاد منه الكثير من العائلات التي رحلت من مختلف أحياء بلديات العاصمة، كديار الشمس بالمدنية وعلي عمران ببرج الكيفان، فضلا عن العائلات.
أصبح حي طاهر بوشات بمنطقة تيقصراين ببلدية بئر الخادم، يشهد اكتظاظا ملحوظا سببه تزايد عدد السكان الذين يقطنون العمارات الجديدة، مما شجع التجار على فتح محلات عديدة لتلبية حاجيات السكان، غير أن الأسعار -حسب السكان- تبقى باهظة في غياب سوق جوارية، وفي هذا الإطار، ناشد من اِلتقيناهم من سكان الحي السلطات البلدية توفير سوق يزيل عنهم عناء الانتقال إلى الأسواق المجاورة ببئر خادم وباش جراح وبئر مراد رايس، وهذا من أجل اقتناء المواد التي هم بحاجة إليها، حيث يغتنم الباعة الفرصة لبيع المواد بأثمان باهظة.
الهياكل التربوية غير كافية
لا يتوفر حي الطاهر بوشات إلا على مدرسة ابتدائية ومتوسطة واحدة، أصبحت تستقبل عددا كبيرا من التلاميذ مقارنة بالسنوات الفارطة، فإذا كان مقر الابتدائية مدرسة الشهيد محمدي محمد يتوسط المكان، والتي يتوافد إليها جميع التلاميذ من الأحياء الأخرى بتيقصراين وطاهر بوشات، فإن متوسطة الشهيد طاهر بوشات لا تلبي حاجيات التلاميذ، إضافة إلى كون موقعها يعتبر خطرا على التلاميذ، حيث تقع بمكان مرتفع ونقطة مرورية سوداء، إذ شهد عدة حوادث، بالاضافة إلى أنه يشكل خطرا على التلاميذ الذين كثيرا ما كان بعضهم ينزلقون من الأعلى إلى الأسفل. وذكر لنا أحد التلاميذ أنهم يشتكون اكتظاظا كبيرا داخل الأقسام، حيث يتجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد 50 تلميذا بمتوسطة طاهر بوشات.
انعدام للمرافق الثقافية والمكتبية
ومن جهة أخرى، يفتقد الحي إلى المرافق التثقيفية التي نجدها منعدمة بطاهر بوشات وتيقصراين على العموم، كالمكتبات البلدية العامة لاستقطاب التلاميذ، بالاضافة إلى انعدام مراكز التسلية، وقال محدثونا أن الطاهر بوشات لا يتوفر على نوادي الأنترنيت، مُعتبرين مقهى الأنترنت الوحيد الموجود بطاهر بوشات لا يلبي متطلبات الشباب، نظراً لضيق مساحته.
ومن ناحية أخرى، أشار محدثونا إلى المتاعب التي يواجهونها بسبب توقف الملحقة بلدية بمنطقة تقصراين عن تقديم الخدمة بعد تخريبها، وذلك بالانتقال إلى بلدية بئر الخادم، مشتكين مطالبين بتعجيل ترميم الملحقة، كما تم ذلك بالنسبة للمركز الصحي ومركز البريد اللذين تم إعادة تهيئتهما ليفتحا أبوابهما أمام السكان.
كما عبر السكان عن استيائهم من نقص وسائل النقل التي لم تعد كافية، بحيث أن المسافر ينتظر ساعات كي يجد حافلة نقل تقله لبلدية بئر الخادم أو محطة سعيد حمدين ببلدية بئر مراد رايس، خاصة التلاميذ الذين يزاولون دراستهم في الثانويات الموجودة ببئر الخادم، وغيرها.
مشاريع عديدة في طور الإنجاز
ومن جهة أخرى، طمأنت البلدية سكان تيقصراين وبئر الخادم أنها تسعى لتوفير متطلباتهم، حيث من المنتظر تدشين -عن قريب- مدرستين ابتدائيتين وذلك بحي جنان سفاري وحي شاربوني، بالاضافة إلى مدرسة أخرى سيستفيد منها حي زونكة وحي مزوار، كما سيتم تدشين قاعات متعددة الرياضات بالبلدية، والتي أصبحت الأشغال بها جاهزة، حيث ستدشن في الفاتح من شهر نوفمبر القادم.
كما جاء على لسان رئيس مصلحة التقنية ببلدية بئر الخادم السيد ''م.ع''، أن أشغال تهيئة الملعب البلدي لذات البلدية تسير على قدم وساق، غير أنه أوضح أن الملعب يعرف هذه الفترة تذبذبا في استكمال إنجاز الملعب، بسبب السكان القاطنين بجنب الملعب والذين يقطنون بالشاليهات، حيث طلبت العائلات من البلدية ترحيلهم إلى أمكان أخرى من أجل الترخيص لهم من استكمال أشغال المشروع.
أمّا حي طاهر بوشات -يقول محدثنا- فيستفيد من مشروع تهيئة الملعب الموجود، ليكون مكانا لممارسة الرياضة، وأن الطريق المؤدية لطاهر بوشات سيتم تعبيدها، في حين ستعرف المدرسة الابتدائية ''الشهيد محمدى محمد'' بناء مدراج خاصة تؤدى مباشرة إلى الابتدائية وتسهل الممر على التلاميذ عوض استعمال طرق ملتوية. كما اكتملت الأشغال بالمكتبة التي مقرها بمحاذاة الابتدائية، أين ستكون الفضاء التثقيفي للتلاميذ والطلبة.
ومن ناحية أخرى، ستعرف تيقصراين إعادة فتح ملحقة بلدية، وأخرى بجنان سفاري وميرلاس، كما ستفتح سوق جوارية بتيقصراين بطاهر بوشات ليفك العزلة التي يشتكي منها السكان، كما تعززت بلدية بئر الخادم من مشروع الإضاءة، إذ ستكون بلدية بئر الخادم على غرار البلديات الأخرى تتوفر أحياء البلدية جميعها على الإضاءة الكاملة ليلا.

يبدو أن التعليمة الصادرة عن مصالح ولاية الجزائر التي أرسلتها إلى مصالح بلديات العاصمة، بضرورة تحديد نقاط بيع أضاحي العيد قد طبقت بحذافيرها إلى غاية الوقت الحالي، حيث اختلفت صورة شوارع العاصمة خصوصا في الأحياء الشعبية هذه السنة، ولم نشاهد فوضى سوق الماشية التي كان يصنعها الموالون بكباشهم شهرا قبل عيد الأضحى.
وقد قامت ولاية الجزائر بتخصيص مواقع معينة لبيع الماشية على مستوى كل بلدية مع اقتراب موعد عيد الأضحى، وهذا لمنع انتشار تلك النفايات والروائح الكريهة في الأسواق العشوائية التي تعودنا على رؤيتها ككل سنة في الساحات العمومية، وهو الأمر الذي وقفت عليه ''المساء'' من خلال الجولة الاستطلاعية إلى بعض الأحياء الشعبية المشهورة ببيع الأغنام؛ كبوروبة، الحراش، باش جراح، حسين داي وعين النعجة.
موالون يحتالون على التعليمة بكراء مستودعات للبيع
ولكن رغم هذه التعليمة، إلا أن بعض الموالين لم يجدوا من وسيلة لعرض ماشيتهم سوى كراء بعض المستودعات والمحلات الشاغرة، وهي الطريقة الوحيدة للتحايل على تعليمة ولاية الجزائر بالقضاء على البيع العشوائي للماشية والعلف، مثلما هو الحال بحي الجبل، ببوروبة، حيي البدر، التنس بباش جراح وكوريفة بالحراش.
وعند اقترابنا من بعض الموالين للاستفسار عن الأمر، قال أحدهم: ''كنا نبيع بالساحات العمومية قبل أن تكون هناك رقابة، لكن هذه السنة والسنة الماضية قمنا بكراء مستودعات لبيع الماشية التي جلبناها من ولايات مختلفة منها؛ الجلفة، المسيلة، الأغواط وسطيف''، وفسر آخر الأمر قائلا: ''بعد أن منعت ولاية الجزائر البيع العشوائي قمنا بكراء مستودعات، لكن أسعار الماشية ستكون باهظة لأننا خسرنا كثيرا من خلال تكاليف النقل والمصاريف والأعلاف التي اِلتهبت أسعارها''.
في حين لم يعبأ بعض الموالين البائعين بقرار منع مواقع البيع العشوائي، واحتلوا بعض المساحات العمومية مثلما هو الأمر في حيي ديار الجماعة وجنان مبروك بباش جراح، التي رغم أنها تتوفر على نقطة بيع مرخصة، إلا أن نقاط بيع متعددة ظهرت بها مؤخرا، بالإضافة إلى بلديتي الحراش وبوروبة التي بدأت تنتشر فيها أسواق الماشية العشوائية، كما كان الحال خلال السنة الماضية.
الأسعار ملتهبة والمواطنون بين مؤيد ومعارض للتعليمة
قبيل حلول عيد الأضحى المبارك بأقل من ثلاثة أسابيع، بدأ المواطنون يقبلون على مواقع بيع المواشي للاستفسار عن أسعار أضحية هذا العام قبل الشراء، إلا أن هذا الإقبال يبقى محتشماً، حسب ما لاحظته ''المساء'' بمختلف نقاط البيع التي زارتها بالعاصمة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، ويرجع الموالون، ويوافقهم في ذلك المواطنون، هذا الاحتشام في الإقبال على شراء أضحية العيد إلى الأسعار التي ظهرت بها سوق الماشية هذه الأيام والتي فاقت كل التوقعات، ويرى العديد من بائعي المواشي والموالين أن ارتفاع سعر أضحية العيد هذه السنة يرجع إلى عدة أسباب أهمها؛ الكراء، زيادة تكاليف النقل والعلف التي اضطرت الموال إلى بيع الخروف بأسعار باهظة، و قال آخر: ''مبلغ الكراء لا يقل على 50 إلى 60 ألف دينار وهذا يساهم في ارتفاع سعر الماشية، حيث تتراوح أسعار الخرفان بمختلف أحجامها من 20 إلى 46 ألف دينار''.
وتقربنا من بعض المواطنين لجس نبضهم عن أماكن البيع وارتفاع الأسعار، فكان لهم ما يقولون، حيث أعرب أحدهم عن استحسانه لتفهم واحترام الموالين والبائعين لتعليمة الولاية، واستحسن هذه الفكرة التي تقضي على الفوضى وانعدام النظافة وأيده آخر، مشيرا إلى أن المواطنين كانوا يعانون كثيرا من ظاهرة البيع العشوائي وسط الضوضاء والفوضى، إضافة إلى عمليات السرقة المتكررة كل سنة، لكن بالمقابل، انتقد بعض المواطنين القرار مبررين ذلك بأنه لم تعد هناك نقاط بيع كثيرة من أجل شراء أضحية العيد، ليضيف آخر بأنه بسبب كراء مستودعات بيع الماشية، سيضطر الموالون لزيادة أسعار الأغنام وسيتحملها المواطن.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)