الأسعار ما تزال تعاني من ارتفاع جنوني ولا أحد من المسؤولين يهتم لذلك، لا ندري هل الفوضى هي أيضا من سيبقى المتحكم الوحيد في الرقاب. قال حماري الذي بدأ يفقد صوابه جراء ما يحدث من حوله، الجميع يعرف بذلك ولكنهم لا يتحركون ووزير الداخلية يقول بأنه سوف ينشئ أسواقا باريسية للتسوق.
قلت ساخرا.. وهل وزير الداخلية يعلم الفوضى التي تغرق فيها الأسواق؟
قال حماري باستفزاز... إذا كان يشتري مستلزماته من هنا، فأكيد يعرف ويغمض عينه وإن كان مثل الجماعة الآخرين يتسوق من باريس وغيرها فكيف سيكون له خبر.
قلت.. ممكن أن يتسوق هؤلاء أشياءهم الثمينة وملابسهم من الخارج ولكن هل يعقل أن يشتروا الزيت والسكر أيضا من هناك؟
قهقه حماري عاليا وقد راقت له فكرة طائرة محملة بالزيت والسكر وما شابه ذلك وقد حطت في مطار نادي الصنوبر وأفرغت شحنتها لأصحابها وقال... والله فكرة جيدة.
قلت... كفاك استهزاءً ودع خيالك بعيدا وفكر كيف سيفعل المواطن مع سعر الدجاجة الذي أصبح يساوي سعر بقرة؟
قال ضاحكا... هكذا يكون الحال عندما يفقد المسؤول الحبل ويترك الفوضى والمضاربة والمزايدة تتحكم في السوق.
قلت... ربما تلك الأسواق الفوضوية التي نزعوها هي التي جعلت الأسعار ترتفع مادامت أصبحت قليلة الوفرة؟
قال ضاحكا... كل المعادلات التي يمكن أن تخرج بها ستكون خاطئة لسبب واحد أن الغلاء موجود منذ زمن والمواطن مهما واجه ذلك فإنه في الأخير يشتري ولو كان ذلك بشراء حبة حبة.
قلت... ربما لأنه لا يملك البديل؟
قال... نحن شعب مقهور لا نملك البديل في كل شيء من حبة البطاطا إلى أعلى هيئة سياسية في البلاد وكل شيء يتكرر أمامنا ونحن نقبل دون اعتراض أو ثورة.
قلت مندهشا... تتكلم عن الثورة؟
قال... لا لم أقل شيئا وأنت لم تسمع شيئا ودع الأمور تسير بالفوضى، ربما هكذا أحسن.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سميرة ڤبلي
المصدر : www.djazairnews.info