الجزائر

فوضى وتلاعب بالمرضى والمكاتب تحولت إلى ورشات مستشفى ”مايو” بباب الوادي بحاجة إلى علاج مستعجل



فوضى وتلاعب بالمرضى والمكاتب تحولت إلى ورشات              مستشفى ”مايو” بباب الوادي بحاجة إلى علاج مستعجل
يشهد مستشفى ”مايو” بباب الواد بالعاصمة، حالة فوضى وغليان، تستدعي علاجا سريعا ومستعجلا، بعد أن تحول إلى ورشة داخل مستشفى، بالرغم من احتوائه على حدائق ومساحات خضراء غاية في العناية، إلا أن الغبار يزيد المريض مرضا بدل مداواته في وجهتنا إلى المستشفى، صبيحة يوم الخميس الماضي، في مرافقة لأحد المرضى، دخلنا من الباب الرئيسي للمستشفى، فكنا نتوقع أحسن الخدمات بعد أن لاحظنا أحسن ديكور ”منمق” تشهده قاعة الاستعجالات، والمدخل الرئيسي، فوجهنا أحد الأطباء بعد اعترافه بالحالة الكارثية التي يشهدها المستشفى إلى جناح الأمراض العصبية والطب الداخلي، الواقع بالجهة السفلى للمستشفى، فأخذنا بطلبه، وذهبنا في هذا الاتجاه، حيث مررنا ببعض المساحات الخضراء، التي تنتعش بجمالها وتعرف عناية خاصة، فكدنا لا نصدق الطبيب الذي وجّهنا، إلا أننا فوجئنا ونحن ندب بأقدامنا مدخل جناح الأمراض العصبية، غياب أدنى الخدمات المتمثلة في مكتب الاستعلامات، بالرغم من أن الجناح يعالج أيضا أمراض أخرى، فسألنا صاحب مئزر أبيض، لا نعلم إن هو طبيب أو ممرض أو عون، لغياب بطاقة مهنية يحملها على مئزره، حول مصلحة الأمراض العصبية، فرد علينا قائلا ”اتصلوا بالطبيبة فلانة فهي المكلفة بالمداومة، وهي من تأخذ مواعيد الاستشارات الطبية في هذا التخصص بالنسبة لليوم”.فتوجهنا شمالا إلى مكتب تحيط به مقاعد من حديد، تجلس عليه عائلات وشباب قدموا لأخذ الموعد، وهم في حيرة من أمرهم، مستغربين الفوضى التي آل إليها المستشفى، فسألنا عنها أحد الأطباء، بحسب ما قاله لنا، فقال لنا بالحرف الواحد ”هذه ليست مصلحة الأعصاب، بل انزلوا إلى الطابق السفلي -تحت الأرض- وهناك ستجدون عونا يدلّكم على ما تريدون”، معنى هذا أن الأول تلاعب بنا، وكيف لو أنه تلاعب بمريض يتواجد في حالة تعب أو ضعف؟! فنزلنا إلى الطابق السفلي، لنشاهد كارثة حقيقية، لا تمت بصلة لقطاع الصحة، بقدر ما تشبه ورشة بناء أو ورشة أخرى، حيث الغبار غيّر لون بلاط الأرضية، والسقف ظهرت عيوبه ”السقف السفلي”، والكراسي الحديدية منها ما يصلح ومنها ما هو مرمي على جنب، وخردة أخرى بالقرب منها لا ندري ما هي، ووجدنا باب مكتب ضيق مفتوحة، فنظرنا ما بالداخل، فإذا هي أوراق مصفوفة شبيهة بالأرشيف المنسي في الظلام، ولم نرقب العون إلا بعد 20 دقيقة من الانتظار، لأنه كان في مهمة بمصلحة أخرى. وخلال هذه الدقائق حاولنا الاتصال بأي طبيب أو صاحب مئزر أبيض، فسألنا أحدهم عن القائمين على المصلحة، فإذا هو يقول ”هذه مصلحة أخرى، ومصلحة الأعصاب هناك”، في جهة مقصية تخافها قبل الدخول إليها.مواعيد الاستشارات بعد أسابيع والأدوار بالطوابيروبعد أخذ وردّ مع أصحاب المئزر الأبيض، وأمام غضب المرضى، بالرغم من أنهم قدموا للعلاج لدى مصلحة الأمراض العصبية، أطل علينا العون، واستقبلنا بتواضع هذه المرة، وقال لأحد المرضى كان يتحدث معنا ودخل برفقتنا ”اعطيني الوصفة التي منحوك إيّاها أمس”. المريض دخل المستشفى ليلا، ثم عاد لإجراء التحاليل نهارا، فمنحه إيّاها المريض، وأخذ العون ليتفحصها الطبيب المختص أولا قبل تفحص المريض، رغم أن المريض حالته مستعجلة لدرجة أنه دخل المستشفى في حدود الساعة الواحدة ليلا، إلا أنه تلقى ردا كاد أن يغمى عليه على إثره، لأن الطبيب أجاب العون وكتب على الورقة أن موعد الفحص الاستشاري سيكون يوم 16 فيفري المقبل، وقد يتأجل لموعد آخر.. وانهارت أعصاب المريض، الذي أكد أن هذه التعاملات تكررت عدة مرات مع مرضى آخرين، وهي تشجع القطاع الخاص على العمومي، رغم منح الدولة للمواطن حق العلاج المجاني.ولاحظنا بالقرب من مكتب العون طابورا شكّلته عائلات وشباب ينتظرون دورهم لأخذ موعد الاستشارات فقط، في انتظار تشكيل طوابير أخرى خلال عودتهم حسب التاريخ المحدد لكل منهم، وربما لأخذ موعد آخر، ضمن سلسلة الطوابير لانتظار المواعيد. وعاد المريض أدراجه متوجها إلى مستشفى مصطفى باشا، علّه يجد حلا ويعطونه موعدا قريبا لإجراء الفحص، ولقد تأسفنا له وتأسف له العون أيضا بقوله ”هذا عمل الطبيب وليس عملي أنا”. ولدى خروجنا من الجناح الجميل من الخارج والكارثي بالداخل، لاحظنا أيضا وجود مكتب القبول بمحاذاته، فدخلنا المكتب لنجده مستودعا يضم تجهيزات وعلب، نظنّها مليئة بالأدوية، وفي مكتب مقابل له وجدنا أصحاب المئزر الأبيض من الجنسين وسط أجهزة الحاسوب الآلي غارقون في دردشات.عبد النور جحنين


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)