فوضى في مركز علاج السرطان بالعاصمة تعليمة لتقليص ساعات العمل بمركز بيار وماري كوري

أثارت تعليمة أصدرتها مصلحة الأشعة الطبية بمركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان الذعر في أوساط المرضى، بعد التقليص من عدد ساعات عمل المصلحة، ما يعني أن مواعيد حصص المعالجة للمئات منهم ستتأجل بأكثر من سنة. وتشهد المصلحة المذكورة حالة استنفار قصوى بفعل التعليمة الصادرة في 23 سبتمبر الماضي، التي اعتمدت توصيات لجنة طبية تابعة للمنظمة العالمية للطاقة النووية، وتقرر بموجب ذلك تغيير رزنامة عمل التقنيين السامين في الأشعة الطبية إلى 12 ساعة يوميا عوض 17 ساعة، فيما حدد عدد المرضى المستفيدين من حصص المعالجة بالأشعة ب140 مريض يوميا على أقصى تقدير، عوض 200 مريض يتابعون العلاج بالأشعة بواسطة 4 أجهزة موجودة على مستوى المصلحة.
وتساءل المرضى عما إذا كانت وزارة الصحة على علم بالموضوع، مطالبين بتدخل الوزير على اعتبار أن البرنامج الجديد لحصص المعالجة الذي يتوقف عند السابعة مساء سيفقد الكثير منهم حق تلقي حصص العلاج في أوانها، ومعروف أن مفعول الأشعة الطبية لا يكون ناجعا في حال تسجيل حصص متباعدة، علما أن العديد من المرضى تحصلوا وفق البرنامج القديم على مواعيد تصل إلى نوفمبر 2013 جعل هؤلاء يتوقعون بأن الأمور ستتعقد مستقبلا تبعا للبرنامج الجديد، وقد تؤجل مواعيد الحصص إلى سنة .2014
وانتقد المرضى المستجوبون بشدة صمت الوزارة إزاء هذا الوضع الذي سيؤدي إلى هلاك عدد كبير منهم، طالما أن العلاج بالأشعة الطبية -وهي المرحلة التي تلي العلاج الكميائي- مضمون في 4 مصالح للعلاج عبر الوطن، أكبرها وأهمها واقع في مركز بيار وماري كوري في العاصمة، والبقية متواجدة في وهران وورفلة والبليدة.
وقياسا بالعدد المتزايد لمرضى السرطان في الجزائر الذي وصل نسبة لآخر الإحصائيات الرسمية إلى 40 ألف حالة جديدة سنويا، يقابلها عدد محدود جدا من التقنيين الأكفاء القادرين على التحكم في عملية العلاج بالأشعة، مقارنة مع ما تملكه دولة أوروبية من إمكانيات تسمح لها بمطابقة مصالح العلاج بالأشعة الطبية مع المواصفات الدولية، ففرنسا 200 مصلحة لتداوي بالأشعة الطبية موزعة عبر كافة إرجاء هذا البلد.