فوضى بمطار وهران بسبب احتجاز 700 معتمر لساعات داخل جناح ضيّق؟!

عاش مطار أحمد بن بلة، عشية أمس حالة انفلات وفوضى عارمة كادت أن تأتي على الأخضر واليابس، والسبب هو عودة أكثر من 700 معتمر من البقاع المقدسة في رحلتين مختلفتين، حيث حجزوا داخل جناح ضيق لا يتوفر على أدنى ظروف الاستقبال اللائق.قال معتمرون إن الجناح لا يتوفر حتى على كراسي تسمح لضيوف الرحمن باسترجاع أنفاسهم، بعد رحلة طويلة فاقت العشر ساعات انطلاقا من مكة المكرّمة، مرورا بمطار جدة الدولي، ووصولا إلى مطار أحمد بن بلة بوهران. ولم يكن أمام مئات المعتمرين سوى افتراش الأرض وانتظار أمتعتهم في مشهد مخز يؤكد على التنظيم الكارثي بالمطار الدولي.وقد اضطر القائمون على أمور التنظيم إلى الاستعانة بعناصر من أعوان مكافحة الشغب للتحكم في البوابة الرئيسية، التي حاصرها مئات الأشخاص من أقارب المعتمرين، الذين مكثوا لساعات في الخارج تحت أشعة الشمس الحارقة في غياب مرافق للراحة أو حتى واقيات تحميهم من لفح الحر، فكانت الفوضى سيدة الموقف. وقد سجل خلال هذا اليوم أيضا وقوع مناوشات بين أهالي المعتمرين والشرطة، انتهت باعتقال بعض الشباب الذين حاولوا بكل الطرق التسلل إلى القاعة الرئيسية.ولم يجد أعوان المطار من سبيل لتفادي زحف الحشود البشرية إلى داخل قاعة الانتظار سوى غلق الأبواب لأكثر من ساعتين وبالتالي احتجاز الحجّاج الذين تمكن البعض منهم من الحصول على أمتعته ولكن عجزوا عن الخروج بعد غلق البوابة الرئيسية، واختفاء أعوان المطار.وهو ما نتج عنه اندلاع مناوشات بين المعتمرين وأعوان الأمن الذين فرضوا حزاما أمنيا عند الباب الرئيسي للسماح بخروج آمن للحجاج وعدم تعرضهم لمكروه نتيجة التدافع العنيف.والغريب في كل ذلك أنه حتى الحظيرة المخصصة لركن السيارات صارت غير آمنة، وعلى الرغم من دفع 60 دينارا نظير ركن السيارة، في حين يتبرأ الحراس وإدارة المؤسسة من أية حالة سرقة أو تخريب قد يمس المركبات. من جهتها، أفادت مصادر مسؤولة، من إدارة مؤسسة مطار أحمد بن بلة في تصريح ل "الشروق"، أن كل تلك الفوضى يتحملها أهالي المعتمرين لأنهم لم يسهلوا على أعوان الأمن مهمة إخراج ضيوف الرحمن، في ظروف مواتية لأنهم حاصروا البوابة الرئيسية محاولين اقتحامها للالتحاق بذويهم، وأكدت نفس المصادر أن تزامن هذه الرحلات مع العطلة الربيعية زاد من حجم الفوضى لأن كل معتمر ينتظره أمام المطار العشرات من أفراد عائلته.